طوق النجاة ..



بقلم : بشاير الروقي

أن تنزف الشوق حرفاً ، أن تقاوم الجرح كلماتك ، أن تزيد ظلم الغيّاب العبارات  أن تنبض الذكريات ضعفاً ، أن يهزل ذلك الكيان القوي على ما يبدو أن تفتح أبواب ماضي ظننتها للأبد مغلقة ، أن تتذكر تلك السنين العجاف ، أن تضيع بحثاً عن دقة قلب ٍ قديمة تاهت بها خطوات الأقدار تحت مسميات مجهولة .

أن تميتك تنهيدة وتحييك أخرى ، أن تقودك يداك وتسير بك حيث لا تدري ، أن تجتاحك عواصف الأفكار وتعصف بداخلك لتنهار نعم تنهار و قليل من سيشعر بما أعنيه بذلك الانهيار و يفهمه .

أن تتنفس الصعداء تأخذها أكسجيناً وتزفرها وجعاً ظناً منك أنك ترتاح ، أن تجمع كل الضد في آن واحد حيث تبتسم يقطب جبينك ترف عينك تقاوم دمعة عاصية يعلو حاجب تارة ً والتارة الأخرى يستكن .

” تناقضات ” أن تعيش الشتات ، يخيل لك اللقاء ، مصافحة الأيدي ، عناق الأجساد ، عطر وأغنية ، كوبا قهوة لم يعد لوجودهما أي معنى .

الحديث يطول والوجدان مغمور بحب تلك اللحظات وذلك اللقاء  تخيل أنني فقط أتخيل حيث تشاء تأخذك الخيالات اللامنتهية وربما تنتهي حيث تصل عند نقطة آخر زفرة ألم تخرج من صدرك المثقل بكل هزائم الفقد والغياب وذاك العتاب اللامسموع سوا بداخلك والجمل المبعثرة والعبارات الحائرة تكاد تختنق تبحث عن طوق نجاة تتنفس به لتعيش أنت ليس كما تريد بل حتى تعيش لمجرد أن تعيش مُرّة قاسية فكرة أنهم يظنون أنك سعيد بعبرات المديح والإطراء والإعجاب بما ينزفه حرفك وكلماتك .

لا يعلمون مدى مرارة وقساوة أن توثق هزائمك وعثراتك مسكة قلم .

عن الكتابة أتحدث .