عالمٌ تغيرَ بجائحة ..



بقلم | فرحان الشلوي

وباءٌ بدأ غامضًا من مدينة ووهان الصينية حتى أخذ ينتشر وينخر في مختلف الدول حيث شُلت أركان العالم جميعها وتأثر به القطاع الصحي بالدرجة الأول ثم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والرياضي والتعليمي، ولم يدع مجال إلا وصلت له آثاره.

من منّا كان يتخيل أن تُغلِق الدول جميع طرق المواصلات منها وإليها! ومن منّا كان يتخيل أن يُمنع الأشخاص من الخروج من منازلهم حفاظاً على سلامتهم! ومن منّا كان يتخيل أن تُغلِق أبواب الحرمين الشريفين وتغلَق المساجد ودور العبادة في العالم أجمع تطبيقاً للإجراءات الاحترازية، والكثير من العادات التي كنّا لا نشعر بأهميتها ونحن نفعلها بشكل يومي وفجأةً لم نعد نرى سواء عائلاتنا ومنازلنا.

أيام عصيبة غربية في نفس التوقيت مرت وأتمنى ان لا تعود ونكون قد تجاوزناها لن أقول بسلام لكن سأقول بأقل الأضرار لأن كما يعلم الجميع تأثيرات الجائحة ستستمر فترة أتمنى فقط ان لا تطول.

وكما أن لفيروس كورونا آثاره السلبية العديدة أرى أن له أيضاً ايجابياته مثل: نجاح التعليم والعمل عن بُعد ومضاعفة الاهتمام من الحكومات بالمعامل والبحوث العلمية، وتقوية الروابط الأسرية وزيادة التواصل فيما بينهم ومن الإيجابيات أيضاً ارتفاع الوعي الصحي لدى أفراد مختلف المجتمعات البشرية وغيرها من الإيجابيات.
وعلى مستوى الدول جائحة كورونا كشفت لنا الكثير منها مما يُقال لها دول متقدمة فشلت فشل ذريع في مواجهة الأزمة ولم تستطع أن تقوم بأبسط أنواع الرعاية لمواطنيها ومقيميها، وكثيرٌ منهم كانوا يمتدحون بلدانهم وينعتونها بالدول المتطورة لكن الجائحة بيّنت للعالم أنها كانت مجرد أحاديث ذهبت في الهواء.

كورونا أخلفت العديد من العادات التي كانت يُعمل بها في المجتمع كطريقة السلام حيث أصبح الكثير يكتفي “بالسلام نظر” ، ومن العادات أيضًا الاهتمام بشكل أكبر من السابق باختيار الأماكن الملائمة للمناسبات والاستضافات المختلفة.

ختاما.. كوفيد 19 يعيش أيامه الأخيرة في العالم بعد إعلان مجموعة من اللقاحات المضادة له من العديد من الشركات ومن أهمها لقاح شركتي “بيونتيك” الألمانية و”فايزر” الأمريكية الذي أتمنى أن يتم اعتماده وتوزيعه في أسرع وقت ممكن.