خذوا اللقَاح ..
بقلم | عبير الحارثي
مر عام ونصف العام على جائحة كورونا، تكبَّد الناس فيها خسائر كبيرة على جميع الأصعدة، فكلٌّ منا له ملحمته الخاصة، شعرنا فيها بأن الزمن الذي مضى حُسب علينا من أعمارنا، ولم نستطيع أن نعيش فيه كما حلمنا أو خططنا.
وعمل كل منا على تقليص الدائرة التي يعيش فيها لعله يتفادى الإصابة، وتطبيقًا لأوامر ولاة أمرنا وما تنصح به وزارة الصحة، وصارع كل واحد منا لأجل البقاء، وتنازل عن بعض الأمور التي كان يراها مهمة لأجل الأهم، وبعد سيناريوهاتٍ معقدة، استطاعت حكومتنا الرشيدة بتوفيق من الله الإرساء بنا إلى بر الأمان، حيث جعلت صحة الإنسان أولاً، فتكبدت الخسائر المادية وغيرها حتى يكتب الله فرجه وتنجلي هذه السحابة السوداء عن المملكة والعالم أجمع.
وبالفعل تم الإغلاق ومن ثم العودة بحذر وأخيرًا العودة للحياة الطبيعية بشرط أخذ اللقاح، فهل يكون هنالك سرعة استجابة من الشعب، وشعورٌ بالمسؤولية الاجتماعية والاقتصادية والذهاب إلى منصة صحتي، والحجز لأخذ اللقاح؛ لعل وعسى أن يبارك الله فيه وندفن آلامنا وما عشناه، ونمضي قدمًا في حياتنا الطبيعية، فنعانق ونصافح ونجتمع ونتبادل الأحاديث. فالآن عيونك لا تكفي للسلام، اقترب رمضان، واشتقنا للاجتماع على المائدة بجوار بعضنا البعض نرفع أيدينا بالدعاء مع الأذان، واشتقنا للازدحام في الحرم، نهلل وندعو ونكبر (لبيك اللهم عمرة ).
يا لها من مشاعر لا تقدر بثمن، فهل من تحقيق لأمنية طال انتظارها، فنعود كما كنا، فقد عرفنا أن ما كنا نراه اعتياديًّا هو في الحقيقة نعمةٌ عظيمة لم نكن نعلم بها، ونحن الآن بحاجة إلى عودة سريعة تليق بطول الانتظار.