اللحظة الفاصلة
بقلم الكاتبة : عفاف الثقفي
نمتلك تلك الثقة الغبية بأنّ من حولنا دائمين لنا..سيتحملون بصمت لحظات الغضب..سيعتادون عيوبنا..سنعني لهم كلّ شيء دون أن يكون لهم الحق في العتاب..وسيبقون معنا حتى وإن لم نكن نستحق البقاء..
نظن أنّ كثرة الجراح لن تغيّر مشاعرهم..وأنهم لن يختاروا الغياب ولن يرحلوا..لم نستوعب أبداً أن النعم حين تهان ولاتُقدّر لاتدوم..
جميعنا قد نملّ هذه الحياة..وتلك الضغوطات..ونرفض أن نكون أسرى لعلاقةٍ تفقدنا قيمتنا وهيبتنا..جميعنا نملك القوّة لإنهاء إرتباط قد يجعل منّا عبيداً لمن يفرض سيطرته بكلّ غرورٍ على حياتنا وأحاسيسنا وكرامتنا..
آن الأوان لنعيد النظر بأسلوبنا في التعامل مع أشخاص لم نكافئهم على محبتهم لنا بعد..
أشخاص نحبهم لكن أشغلتنا الحياة عنهم فشعروا بالوجع من سوء تعاملنا وتقصيرنا فعاشت معنا عمرًا من الألم..
آن الأوان لنرى أنّ البعض قادر على أن يختار حياةً أخرى ولو كان متأخراً فالنفوس التي صبرت لسنين قد تصبح رافضةً لتحمّل المزيد من الإهمال ولو كان الفرج بعد لحظة..
تلك اللحظة الفاصلة..
التي قد يبحث فيها الآخر عن راحته وسعادته بطريقةٍ ماكنّا نتوقعها ولأوّل مرّةٍ بعيداً عنا..
———————-
لنكن أنيقين حين تنتهي علاقاتنا..
لنحترم مارحل وأصبح ماضٍ..
ونصون أنفسنا حين أسأنا الإختيار من سخرية الشامتين وأحاديث النّاس..
هي أقدااااااار..
فلنعطي للنهايات هيبةً تنافس روعة البدايات..
ونجنّب ذكرياتنا الرّاحلة سفاهات الكلام..
لنكن راقين جداً مع من أحببناهم يوماً..واختلفت بنا طرق الحياة..
فكان لابد لنا أن نمضي بدونهم ونستسلم للفرااااااااااااق..