القِيم و النِعم ..
الإعلامي و الكاتب / أ عادل النايف
في زمن المجد ، ذلك المسلسل الذي جمع بين الحاضر و الماضي ، وكيف كانت الأحوال في ذلك الزمان و هذا الزمان ..
سرد لنا الكثير من القصص و العِبر ، وتحدث عن الماضي و مشقته و عن الحاضر و رفاهيته .
العمل الذي لايقدم رسالة و يسعى لهدف سامي ، فهو ليس عملًا .
في زمن المجد هناك مقارنة بين الماضي و الحاضر و شكرٌ على هذه النعم في الحاضر .
وكما قال تعالى(لئن شكرتم لأزيدنكم)
بشكر الله تزداد النعم ..
في هذا المسلسل تعزيٌز للقيم و شكرٌ للنعم ..
ذهب بنا للماضي و تلك الحُقبة التي عاشها الأجداد
و الأباء وتلك المساكن الصغيرة التي قد لاتتسع لعائلة واحده ، و تلك الغرفة التي لاتتسع إلا لشخصين فقط ..
كان هناك ضيق في الدور و اتساع في الصدور ، والأن اتساع في الدور و ضيقٌ في الصدور ..
يختم النجم الأستاذ / أحمد الهذيل ، بعبارات الشكر و الثناء ، و التذكير على شكر هذه النعم ، وهذه التسهيلات و الرفاهية في وقتنا الحاضر ..
تطرق الكاتب لأمور كثيرة لعل منها زرع القيم و شكر النعم ..
و التحدث عن الماضي و الحاضر ..
كانت فكرة العمل ثروة لاتقدر بثمن ..
و قام الممثل أحمد الهذيل ، بدور الأب و الجد ، وكذلك الممثل حمد المزيني ..
هذا العمل الذي تم تصويره مابين المملكة العربية السعودية و سوريا ، و تم بناء قرية تراثية كاملة خصيصًا لهذا المسلسل الجميل ..
و أيضًا وضعت تلك الأواني القديمة و الأدوات الحرفية لتخدم هذا العمل ..
عمل عظيم و يحمل رسالة عظيمة ..
كذلك عمل (آخر الليل) الحاج مدرك ، الذي قام بهذا الدور البطل (رشيد علامه) .. و شارك في العمل النجم السعودي ، سعد خضر ..
نقل لنا الكاتب السلوك الصحيح و السلوك الخاطئ ..
أيضًا هناك تذكير بمخافة الله عزوجل ، و استدلال من القرآن الكريم و التذكير المستمر ..
كذلك المسلسل الكرتوني للأطفال (سعود و سارة )
و الشكر موصول للممثل عبدالرحمن الخطيب ..
الذي يتنقل بنا من جميل لأجمل عبر القرآن الكريم و السلوك الحسن ..
وكذلك مسلسل (صدق الله العظيم )
الذي شارك فيه النجم الراحل بكرى الشدي و الممثل ماجد العبيد ، كان في كل يوم ثمرة من ثمارة الحياة و بابًا من أبواب المعرفة ..
ليس مانشاهده اليوم من بعض المسلسلات و المسرحيات ، هدمًا للقيم ، و دعوة للخيبة ، وترويج غير مباشر لأشياء لاتخدم الفرد و المجتمع ، بل تفسد أخلاق المراهقين و تنقل سلوكيات غير محببه وربما لاتليق ..
من السهل جدًا أن تكون مشهورًا من غير تكلف ، عندما يكون جهازًا بحوزتك ، ولكن قد يكون من الأمر الذي ليس بالسهل أن تكون نجمًا ..
أتحدث بحرقة عن بعض المسلسلات و المسرحيات و البرامج ، مايعرض هو تهريجًا و هدمًا لابناء ..
السؤال الذي حان طرحه ..
لماذا كانت هذه المسلسلات الهادفه ذات القيمة الجميلة حبيسة الأدراج ؟
فلنا في قصة سبأ عبرة عندما كفروا بأنعم الله ، و أيضًا عندما قالوا ( ربنا باعد بين أسفارنا)
لقد كان قوم سبأ ظالمين لأنفسهم و من أشد أنواع الظلم ظلم الإنسان لنفسه ..
فكانت العقوبة من الله لهم ، أن أفقرهم بعد الغنى ، و شردهم بعد الاستقرار ، و مزقهم في الأقطار ، وفرقهم بعد الاجتماع ..
بل كان يضرب بهم المثل و يقال بعد أن تفرق أيادي سبأ ، أو ذهبوا أيادي سبأ ..
قال تعالى (وقليلٌ من عبادي الشكور)
فالشكر الاعتراف بها باطنًا و التحدث بها ظاهرًا ، والاستعانة بها على طاعة الله ، فالشكر يتعلق بالقلب و اللسان و الجوارح ..
نقصد التحدث بها ظاهرًا ليس التباهي و التعالي ، بل شكرًا لله على هذه النعم كلها في كل وقت وحين ..
لم نخرج كثيرًا ، نعود للمؤلف و الكاتب ..
المؤلف المتميز هو الذي يجعل له بصمة لاتنسى
، و الكاتب الذكي هو الذي يجعل المشاهد أو القارئ أو المتلقي منجذبًا و منصتًا ..
والكاتب و المؤلف يرتقيان دائمًا و يقطفان الزهور من بستانهما المتنوع بتلك الألوان الجميلة ، ذات المنظر المدهش ..
العمل الذي لايقدم الدين و القيم و الموروث ليس عملًا ..
يجب على الكاتب أو المؤلف أن يقدم العمل بأجمل صورة ..
ولو عُدنا للمخرج ، قد ليكون مخرجًا بما تعنيه الكلمة ، بل مصورًا أو رئيسًا للمصورين في العمل ..
لابد أن يكون للمخرج دورًا أساسيًا و نقدًا صائبًا و نظرة واقعية ، ورؤى ..
يجب علينا أن نرتقي بكتابة النصوص و نحرص أن نختار النص الجيد الذي يخدم الدين في المرتبة الأولى و يخدم الوطن و التراث و يعود على المشاهد بالفائدة ..
قبل الختام ، شكرًا للكاتب المتميز و للمخرج المبدع و للممثل الذي لايقبل بأي دور لا يخدم المجتمع ..
و الشكر موصول لقناة ذكريات التي عادت بنا لأجمل الذكريات ..
فشكرًا لله على نعمة الإسلام و الأمن و الأمان و الصحة في الأبدان .