إدارة الضغوط الحياتية ..
بقلم | علي جبران
الأمر الجوهري بين حياة الأجداد و حياتنا المعاصرة هو في طبيعة الأدوار و عددها، فحياة الأجداد تتمتع بأدوار قليلة و إن كان هناك الجهد البدني و شظف العيش لكن الأدوار المناط بهم قليلة جدا مقارنة بنا في العصر الحالي ، لذلك في هذا المقال سنستعين بنظرية الدور مع وضع تعديلات طفيفة ليسهل و لتفسر ما نحن بصدده من ضغوط الحياة و يمكن أن نضع بعض الخطوات و الحلول لتخفيف تلك الضغوط .
فالدور هو عبارة عن أنواع أو أنماط السلوك المحددة لشخص يشغل مكانه معينة و هي مرتبطة بالواجبات والمسؤوليات والمتوقع ، و نعني بالمتوقع أي ما يتوقعه منك الأخرون من خلال الدور الذي تقوم به و عادة تكون ثقافة المجتمع هي المسؤولة عن وضع الأدوار لأفرادها ، فالإنسان في هذا العصر ومع زيادة التعقيدات الاجتماعية فإن أدوارة الاجتماعية في ازدياد و تصبح أكثر تعقيدا ، مثلا حياة الأجداد لم يكن لديهم سيارات ، فأنت في العصر الحالي لديك أدوار تقوم بها لقيادة السيارة منها الالتزام بأنظمة المرور من عملية اصدار رخصة القيادة الى شراء السيارة الى تسديد مخالفات القيادة الى اصدار تأمين السيارة الى فحص و اصلاح الأعطال الى غير ذلك من الأدوار المناطة بك كقائد سيارة ، هذا مجرد مثال فقط حتى نصل الى تصور اشمل قدر المستطاع ، أيضا أدوارك الوظيفية المكتوبة و غير المكتوبة بالذات تلك المتعلقة بالجانب الأخلاقي لم تكن موجودة كأدوار في حياة الأجداد و أدوارك كأب او زوج او أبن أو مواطن أو صديق هي أدوار متعددة و متنوعه و متداخلة ، و مشاعر التقصير او التنازع الداخلي لديك قد تكون موجودة او تتعاظم كل ما زادت الأدوار او في حال انك لم تقم بتلك الأدوار على الوجه المطلوب ، و حتى نقوم بأدوارنا الاجتماعية فإننا بحاجه الى طاقة أو موارد تساعدنا في عملية الأدوار ، و سنقسم هذه الموارد الى ثلاثة اقسام مهمه ، المورد الأول هو الوقت و هو اهم مورد لنا في هذه الحياة و المورد الثاني هو المورد الإنساني و يشمل على الدين و الاسرة و الجسد و الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية و الأنظمة و القوانين و غير ذلك ، و المورد الثالث هو المورد الاقتصادي و يشتمل على الراتب و الأرباح التجارية و الأقساط و النفقات و الفواتير و الأصول الثابتة و غير ذلك ، من خلال هذه الموارد الثلاث بتفريعاتها يمكن للإنسان القيام بأدواره .
الأمر المهم هنا ان تلك الموارد قائم على قاعدة (الإدارة ) ، فكلما كانت ادارتنا جيدة لتلك الموارد كلما كان هناك نضج للشخصية للقيام بتلك الأدوار المناطة بنا في هذه الحياة ، وقلب تلك الطاقة او الموارد هو الوقت ، فإدارة الوقت هو من اهم الإدارات التي يجب على الناس اتقانها بالذات الأجيال الصاعدة ، لأن الوقت ذو قيمة عالية اذا ارتبط بالإنجاز ، فهناك مقولة لجيمس ماكي المهتم بإدارة الوقت حيث قال ( إذا كنت تشعر بنقص في الوقت فهذا دليل على أن مهاراتك ومعلوماتك الإدارية باتت غير صالحة للمستجدات ) ، اما إدارة المورد الإنساني فيكون عبر إدارة العناصر المتربطة به مثل إدارة الجسد من الغذاء الجيد و النوم الكافي أو إدارة المشاعر عبر التفسير الإيجابي للمواقف الحياتية أو إدارة العلاقات الاجتماعية عبر الاختيار الناضج لتلك العلاقات او إدارة الأسرة عبر تكريس الحوار الإيجابي بين افراد الأسرة و هكذا بقية العناصر التي تحتاج الى معرفة و اطلاع ، ثم المورد الأخير وهو الاقتصاد و الذي تكون إدارته عبر وضع الميزانيات والتخطيط و الادخار و التوفير و غير ذلك من أنواع الإدارة .
هناك تفاصيل كثيرة جدا لا يسع المقال تناولها مثل اتقانك للأفكار الصغيرة هو احد المفاتيح لإتقان الأفكار الكبيرة، فأدوارك الصغيرة اذا اتقنتها ستساعدك على اتقان الأدوار الأكبر و إتقانك لإدارة تلك الموارد سيخفف عنك الضغوط الحياتية .