“مونديال” العجائب السبعة ..



بقلم:نسيبة علَّاوي

منذ البداية و كل شيء جاء مختلفًا و عجيبًا..على مستوى اللعب :

السعودية فازت على الأرجنتين، ثم فازت المغرب على البرتغال، و فازت تونس على فرنسا، و على مستوى الحضارات :الإسلام ظهر بأرقى صورة و عرفه العالم عن قرب و حب، الشذوذ اختنق و وُضع له حد صارم، الشعوب العربية توحدت و تناغمت و غنت و فرحت كما لم نرها متحدةً قط ، و أخيرًا تمام هذا الحلم الجميل الذي كان رهانًا على المستحيل و قد تحقق بفضل الله ثم بفضل جهود قائد حلم فاجتهد فحقق ما كان يصبو إليه.

هل هي -إذن-رسائل ربانية لنا تخبرنا ألا شيء مستحيل..

و أنَّ التوقعات ما هي إلا ريشة في مهب القدر؟ و ماذا عن الخيبات المتوقعة و هي تتحول لفرحات عارمة متفجرة متألقة؟!

سيترك هذا المونديال فراغًا كبيرًا في حياتنا لفترة لا بأس بها من الزمن ، سنحن إلى الفرحة النابعة من القلب ، و إلى تجمع العائلة السعيد و الهتافات الجميلة التي أحيت بيوتنا ، و إلى شعور الإنتماء بيننا كشعوب و التعرف أكثر عن قرب على لهجاتنا و لغاتنا المتنوعة و تقبلها ، و عاداتنا المتشابهة و المختلفة، سنفتقد جو الملاعب و الوجوه اللاعبة المألوفة ، و إلى أن يحين موعد المونديال القادم سنشتاق إلى هذا الحدث الذي انتهى توًا و الذي انتشلنا من عادات أيامنا و رتابتها ، و إلى حماس و فرح أجَّل همومنا و شتتها .

ها نحن نلوِّح مودعين و نحن نردد: الله قادر على أن يقلب الموازين، الله قادر على أن يُفاجئنا بالفرح و السعادة في عز يأسنا و خيبات ظنوننا ، وداعًا يا كأس العجائب ..قد جئت في وقتك المناسب .