لماذا تزداد رغبة العديد من “الدول العربية” للانضمام إلى مجموعة البريكس؟



بقلم | ماجد وانغ .. إعلامي صيني

تتجه أنظار العالم إلى جنوب أفريقيا، حيث ستُعقد قمة بريكس الـ15، التي من ضمن موضوعاتها المحورية توسيع عضوية المجموعة. وبالنسبة إلى القمة المقامة في جنوب أفريقيا، فقد أعربت أكثر من 40 دولة عن رغبتها في الانضمام إلى مجموعة البريكس، وقدمت كل من السعودية والإمارات والجزائر ومصر، بالإضافة إلى البحرين والكويت وفلسطين، طلبات رسمية للانضمام إلى بريكس.

لماذا تريد المزيد من الدول العربية الانضمام إلى مجموعة بريكس ومن أين تأتي هذه الثقة؟

اذا نظرنا إلى الماضي سنلاحظ في تاريخ تعاون البريكس أن التنمية هي أبرز ميزاتها وفقا لإحصائيات صندوق النقد الدولي، من عام 2001 إلى عام 2022، ارتفعت نسبة الناتج المحلي الإجمالي لدول البريكس من 8.4٪ إلى 25.8٪ من الإجمالي العالمي.

‏وفي اليوم 15 من هذا الشهر، نجح بنك التنمية الجديد في إطار آلية البريكس في إصدار سندات بقيمة 1.5 مليار راند في سوق السندات المحلية بجنوب إفريقيا.

وهذه هي أول سندات بالعملة المحلية يصدرها بنك التنمية الوطني في جنوب أفريقيا، كما سيستكشف إمكانية إصدار سندات بعملة الروبية لأول مرة في الهند خلال هذا العام.

وحتى الآن، وافق بنك التنمية الجديد على ما يقرب من 100 مشروع قرض بقيمة إجمالية قدرها 35 مليار دولار أمريكي “طريق فويو” لنقل الحبوب والمنتجات الأخرى في ولاية مارانهاو بالبرازيل، و”الكهرباء الخضراء” لقاعدة توليد الطاقة الشمسية في كارناتاكا بالهند، و”الميناء الحديث” لمحطة حاويات ديربان في جنوب أفريقيا.

أصبحت كل قصة تطورًا جديدًا، وهي قصص حية للبنوك التي تساعد في تنمية دول البريكس وكنوع جديد من آليات التعاون، أصبحت مجموعة البريكس قوة مهمة لقيادة التعاون فيما بين بلدان الجنوب وتعزيز الحوكمة العالمية. ورأي الكثير من الخبراء العرب أن دول البريكس قدمت فكرة جديدة وإلهاما مهما خارج النظام الدولي الذي يقوده الغرب.

‏وأعرب المحلل السياسي السعودي يوسف أمين عن توقعات العديد من الدول النامية، وهي أن النظام الدولي المستقبلي يجب ألا يكون له “أصدقاء أو أعداء” مجبرون على الانحياز إلى أحد الجانبين. بالنسبة للعديد من الدول مثل المملكة العربية السعودية التي تأمل في زيادة تأثيرها في تشكيل هذا النظام الجديد، يعد الانضمام إلى آلية تعاون البريكس فرصة مهمة لتحقيق هذه الرؤية.

‏وأكد الدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات في مصر أنه عددا من مزايا الانضمام لبريكس بقوله إن المجموعة توفر فرصا تنموية غير مشروطة للدول وهذا يجعلها جاذبة لدول كثيرة، كما أن الانضمام لها من شأنه زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين الدول الأعضاء، علاوة على أن بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة يمكن أن يوفر قروضا بشروط ميسرة للدول، وهو ما يساهم في تحقيق التنمية.

وأشار الخبير الاقتصادي الجزائري فارس مسدور إلى أن بعض المنظمات الدولية التي تهيمن عليها الدول الغربية تسيطر على الدول النامية من خلال المنح والقروض، ويمكن لآلية تعاون البريكس أن تساعد الدول النامية على التخلص من هذه الضوابط. في ظل آلية تعاون البريكس، لن يتم تهميش أي دولة.

‏إن الطلب المتزايد للعديد من الدول المشاركة في تعاون البريكس والانضمام إليها هو تجسيد حي للحيوية والتأثير القويين لآلية البريكس، ودليل على أن روح تعاون البريكس المتمثلة في “الانفتاح والشمولية والتعاون والفوز المشترك” تتوافق مع اتجاه العصر.