الأخلاق والرفاق : “حكايات من زمن عبد الملك بن مروان”



بقلم | وائل عبدالإله العنزي

تُعتبر الأخلاق والرفاق من أهمّ الركائز التي تُبنى عليها المجتمعات، وتُشكل حجر الأساس في علاقتها .

ونرى في زمن عبد الملك بن مروان، الخليفة الأمويّ، أمثلة رائعة تُجسد أهمية هاتين القيمتين في حياة الناس.

حكايات من زمن عبد الملك

العدل والإنصاف:

تُروى قصة عن رجلٍ من أهل الشام اتهمه قومٌ بظلم ٍ لحقّهم فرفع الرجل شكواه إلى عبد الملك بن مروان، فجمع الخليفة الناس واستمع إلى جميع الأطراف وبعد تفحّص القضية، ظهر بُعد الرجل عن الظلم، فأمر الخليفة بِر َ دّ الحقوق إلى أصحابها، مُؤكّدًا على أهمية العدل والإنصاف في حكمه.

الكرم والشجاعة:

في قصة أخرى، يظهر لنا كرم عبد الملك وشجاعته حيث واجه الخليفة تمردًا خطير ً ا في بلاد الأندلس، فأرسل جيشًا بقيادة القائد موسى بن نصير. وتمكن موسى بن نصير من هزيمة المتمردين، ونشر الإسلام في بلاد الأندلس .

ويُروى عن كرم عبد الملك أنه وز ّع على جنوده أموالًا طائلةً

مكافأةً لهم على شجاعتهم وبسالتهم.

الحكمة والذكاء:

في حكايةٍ أخرى، نرى حكمة عبد الملك وذكاءه حيث سأله رجلٌ عن سبب قصر عهده، فأجابه الخليفة: “لأنّي أُحب ّ أن أُعطيَ الناس ما يستحقّون، ولًا أُريد أن أُظلم أحدًا” .

تُظهر هذه الإجابة حكمة عبد الملك وفهمه العميق لطبيعة الحكم والعدالة.

الوفاء والتقدير:

في قصة رابعة، نرى وفاء عبد الملك بن مروان وتقديره للرجال الأوفياء حيث عيّن الخليفة الحجاج بن يوسف الثقفي واليًا على العراق، فقام الحجاج بدوره بِكفاءةٍ وحزم وعندما توفي الحجاج، بكى عبد الملك بن مروان بكاءً شديدًا، وفاءً وتقدير ً ا لِما بذله الحجاج من جهودٍ في سبيل الدولة.

خاتمة

تُقدم لنا هذه القصص من زمن عبد الملك بن مروان دروسًا هامّة في الأخلاق والرفاق فنجد فيها أمثلة للعدل والإنصاف، والكرم والشجاعة، والحكمة والذكاء، والوفاء والتقدير ونرى كيف ساهمت هذه القيم في بناء دولةٍ مُتّحدةٍ ومُزدهرة .