تصفية الحسابات في المناسبات بين التلامس والتلاسن !!
عبدالمحسن محمد الحارثي
المناسبات ليست مكاناً لتصفية الحسابات ، ومن دعاك فأجبتَ ؛ فحقٌّ عليك أنْ تحترم المكان وأصحاب المكان ، ومن تغلبه شهوته فهو ليس قارئاً للنتائج وما تؤول إليه من أحداث .
التلاسن والتلامس هو شكل من أشكال التنمُّر الاجتماعي ، يقع أكثر – عادةً- على من سُلطته أقل ، ويقل على من سُلطته أكبر ، وفي كلتا الحالتين : من يبدأ بالتنمُّر سواء كان صغيراً أو كبيراً ؛ هو من يظهر بمظهر الضعيف .
ما أقبح أنْ يأتيك التنمُّر من كبير القوم الذي دائماً يتغنَّى بالسلم والسلام والإسلام وهو أبعد ما يكون عن ذلك ، ولم يترك للشباب بعد سفههِ أيَّ سفه ، وهو في مقام الرجل العاقل الرزين ، الذي يُميت كل المواقف ولا يحييها فإنْ جنح لهوى نفسه دون عقله ؛ هُنا بدأ مرحلة إضرام العداوة والبغضاء بين صفوف الشباب .
إنْ استدعتك قُوَّتك على إيذاء غيرك بالقول أو الفعل ؛ فتذكَّر قوَّة الله عليك ، وإنَّ دائرة السوء ستدور عليك في الدنيا قبل الآخرة .
فكِّر في عاقبة الأمور قبل أنْ تُحرِّك “شياطين الإنس والجن ” لسانك ، وعليك أنْ تحكم سُلطان عقلك على سلطان شهوتك في الانتقام ، فابدأ بنفسك بتغيير سلوكك ولا تكُن متنمِّراً ولا تُشجِّع الشباب عليه ، بل كُنْ إيجابياً في رأب الصدع وتضييق الفوهة أو ردمها بدل اتساعها ، ولا تكُن دنيئاً ، فالدناءة علامة من علامات الضعف .
كُل إناءٍ بما فيه ينضح ، والشجاع لا يُزمجر دائماً ، بل الشجاعة من صفات ذاك الشخص المتزن الهادئ ، الذي يبتعد عن الفاحش من الكلام ،وينأى بجسده عمَّن به شر ، وألا يكون معول هدم للعلاقات الإنسانية ، فالظُّلم في مكان ما ؛ هو تهديد للعدل في كُل مكان .
ما دعاني لكتابة هذا المقال ككاتب رأي عام ؛ هو التنافر الحقيقي والتباغُض لدى بعض الناس ، بل إنَّ الكثير من المكتسبات لم تستطع الصمود أمام هذه الآفة الدنيئة ، والتي فرَّقت الجماعات ، وأضرمت العداوات ، وضيعت المكتسبات المجتمعية في كثير من الجوانب الحيوية من المجتمع بشكل عام .