القرصنة الرقمية بين الخداع والاختراق !!



عبدالمحسن محمد الحارثي

ليست كُل الأزهار ثِماراً ، والخَبَث دائماً ما ينمو بين الأشجار قراصنة الخدمات الرقمية والقفز على الخدمات المصرفية ومؤشرات الاحتيال على الحسابات البنكية ؛ في تزايد مستمر ، ومواءمة لحظيَّة لكل متغيرات الأمن الإلكتروني والرقمي .

المحتالون يعملون من غُرف النوم ويحققون نجاحات على شريحة من البُسطاء ، وسقوط ضحايا زُبناء البنوكُ مُستمر ، يقول”مارك توين”:(لولا البُلهاء لما حقق الآخرون أي نجاح ) وأعتقد جازماً أنَّ البُلهاء الذي يقصدهم “مارك توين” مجازاً هُم ” مصممون الأمن الإلكتروني والرقمي” ولولا الثغرات في المنظومة لما حدث هناك اِختراقات ، وعلى هذا الأساس فإنَّ المسؤولية برمتها يتحملها صانعوا المنظومة وطريقة المُعالجات للحركات الرقمية اليومية وسُبل الأمن الإلكتروني والرقمي لكل عملية .

في ظل رُؤية 2030م والتحول من الورقي إلى الرقمي وتسهيل الإجراءات الحركية للمعاملات المالية بكُل اِتقان ، والسؤال الذي يطرح نفسه هُنا .. من يتحمَّل مسؤولية هذا الخداع وذاك الاختراق ؟!

يجب تبرئة ساحة العميل من كل نصب واِحتيال ، فهو خاضع لكل الإجراءات في المنظومة التي من المُفترض أنْ تكون آمنة ، والبنوك والعملاء هُم تحت مظلَّة البنك المركزي ، فإذا اِختلفت طبيعة منظومة البنوك الأمنية من بنك إلى بنك ؛ فهذا خلل يتحمله البنك المركزي باعتباره هو المظلة المُباشرة لكُل ما يمس أمن البنوك ، التي يجب أنْ تتوحَّد في بناء جدار آمن مُشترك للجميع .

الحسابات التي يتم عليها التحويل بعد عمليات الاحتيال والنصب ؛ تحتاج إلى إعادة نظر ، وأرى أنْ لا يتم أي تحويل إلا بعد وصول رسالة للعميل المخصوم منه من البنك المحول منه للعميل المستفيد ، هذه الرسالة مشمولة باسم المستفيد ورقم جواله واسم البنك المحول إليه ورقم السجل المدني أو الإقامة أو الجواز ، ولا تتم العملية إلا بموافقة المسحوب منه برقم تحقق من جواله وبرد الرسالة للبنك وفق آلية تقنية معينة مشمولة بهذا الرقم !!

مهما تكن ذكيَّاً ؛ كُنْ على حذر من الخداع ، ومن كان ماكراً مُخادعاً ؛ يسيرُ في طريق الكذب ، فهو على الأغلب دون قلب أو رحمة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مواضيع ذات صلة بـ القرصنة الرقمية بين الخداع والاختراق !!

جميع الحقوق محفوظة صحيفة الراية الإلكترونية ©

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب