الاعتدال السعودي مركز إشعاع وإلهام للعالم ..

عبدالمحسن محمد الحارثي
بوادر عالم جديد مُفعم بالعدل تَلُوحُ في الأُفق ، بعد أنْ كاد ينزلق في أُتون الحروب المدمِّرة .
العدل أساسُ المُلْك ، وهو شعار الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمهُ الله – الذي رأى أنهُ ضوءٌ مُشِع ، ومشى على منوالهِ أبناؤه البررة ، وكان للملك فيصل – رحمهُ الله – مقولة مشهورة مستوحاه ، تقول: أرى المملكة العربية السعودية بعد 50 عاماً ؛ مصدر إشعاع للبشرية.
إنَّ صيدليةَ الاعتدال السعودي تتمثَّل في صِدق القول القوي الذي أبهر العالم ، والبُعد عن الكذب ، يقول الشاعر ؛
الصِّدقُ في أقوالنا أقوى لنا ….. والكذب في أفعالنا أفعى لنا .
هذهِ الثقة المكتسبة لم تأتِ من فراغ ، بل كانت وليدة كل حدث ، وراهن عليها ولاة أمرنا رغم تباين الآراء واِختلاف المفاهيم باختلاف السياسات إلَّا أنَّ السياسة السعودية أثبتتْ للعالم في كثير من المواقف الحيَّة ؛ أدَّتْ إلى تلاقي الفلسفات وتلاقح الأفكار التي عرفت عظمة النفس السعودية بقدرتها على الاعتدال والصدق .
إنَّ مصدر القُوَّة للأُمَّة السعودية مَنْ اِمتلك القُدْرة على الحُكم ، وشعورها بأنها على حق وأنَّها عازمة على العيش الحُر ، ومن تلك طبيعتهُ ؛ تبوأَ عرش الحِكمة .
عند باب الدُّكان السعودي يكْثُر الأصدقاء ، خاصةً عند مزج السياسة بالصداقة وغالباً ما يُشكِّل خاتمة للصداقة ، فليس لنا أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون .. لنا مصالح دائمة ، يقول المتنبي :
ومن نكدِ الدنيا على الحُرِّ أنْ يرى ….. عَدُوَّاً لهُ ما مِنْ صداقتهِ بُدُّ !!
اليوم وفي ظِل مَنْ يملك شفرة العالم ؛ يستطيع تغيير العالم في لحظات ، وتلك طبيعة القُوَّة الأحاديَّة .
مُتفائِلُون بأنَّ الشرق الأوسط آلجديد قد بدأتْ أنواره تُضيء ، وأنَّ رُؤية السعودية وعرَّابها ؛ لاحت في الأُفق القريب بوادرها ، وهذه نتائج العدل التي شخَّصها اِبن المقفَّع في قوله : ( اُبْذُل لعدوِّك عدلك ) هُنا تحقَّق ضياء العدل بنورهِ.
المشاهد المُتسارِعة والأحداث المتواترة في الشرق الأوسط ؛ هي سياسة فن العمل في حُدُودِ المُمْكِن بعد أنْ عُرِفَ الصدقُ الذي سيُحرِّر الكثير من السياسات المُتضاربة ، بنبضٍ سياسي متوافق ومُتسارِع قضى على رُؤُوس الفِتنة ، يقول الشاعر :
لِكُلِّ مطيةٍ رجلٌ يَسُوسُ ….. وكُلُّ قَضِيَّةٍ ولها رُؤُوسُ!!