جُغْرافيَّة غزَّة بين فكَّي ترامب !!

عبدالمحسن محمد الحارثي
ما كانت النزاعات تدومُ طويلاً لو لم يكُنْ الباطلُ من جهة واحدة ، فالظُّلم من طبع النفوس ، وإنَّما يصدها عن ذلك ؛ أحد أمرين : إمَّا لِعِلَّة دينية لخوف معادٍ ، أو عِلَّة سياسيَّة لخوفِ سيفٍ .
إنَّهُ نوعٌ من الانتقام وهو عدالة الهمجيين ، ومن مأمنهِ يؤتى الحذر ، والسفيه قادر على ارتكاب كُل شيء ، وألسنة الحُكماء تجود بالعلم ، وأفواه الجُهَّال تفيض بالسَّفه .
الإنسان الفلسطيني قيمة ، ويجب أنْ تُحترم كرامتهم ، وحشو الكيس بأكثر مِمَّا يتَّسِع له ؛ يُمَزِّقُهُ ، ومن سلَّ سيف البغي قُتِلَ به ، والبغي أسرع الذنوب عِقاباً ، فليحذر السفيه !!
جُغرافية غزَّة المكان والإنسان ، بين تاريخ مُتحرِّك و جُفرافيا ساكنة .
غزَّة البُقعة التي لم ولن يُزيلها جميع منظفات العالم ، فهي فلسطينيَّة الهويَّة ، وهي الشوكة التي لم تُنزع من حلوق المحتلين ، بل هي التاريخ الذي سيكتبه المنتصرون .
رغم كُل ما جرى من بؤس جراء تداعيات 7 إكتوبر إلا أنَّ الأرض مُلك لأصحابها ، فهُم أصحاب القرار ، ومن يريد التفاوض معهم على غزَّة فليأتِ من الباب ، ومن يحاول الهبوط على أرضها ببراشوت القُوَّة ؛ فلينتظر حتفه وضعف موقفه وقِلَّتْ حِيلته .
من يريد التفاوض مع الفلسطنيين بأنْ تكون غزَّة مكاناً استثماريَّاً ، فعليه بحل الدولتين ، وقيام الدولة الفلسطينية وفق أُسس متينة وقواعد ثابتة .
أعتقد لو فكٍّر الفلسطينيون في استثمار القطاع لمئة عام ، مع مستثمرين عالميين لدعم الاقتصاد الفلسطيني والاكتفاء الذاتي ، والمساهمة في تهدئة المكان وتعزيز السلام الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه من أفضل الأعمال : ( بذل السلام للعالم ) .