جوهرة سعودية تتلألأ فوق سماء دمشق
منور خليفة الطويلعي
حين اجتمع جبل طويق وقاسيون، لم يكن لقاءً عابرًا بين صخرتين،بل تلاقيًا بين تاريخين وموقفين،ومبدأين لا يعرفان الانحناء.
طويق… بعزّته الممتدة من بطولات العرب الأولى،وبصلابته التي نقشتها شمس الجزيرة على وجنات الأرض، وقاسيون… بحكايته التي ترويها مدائن الشام،وبشموخه الذي واجه الغزاة، وتحدى العصور، وصان الكرامة حين نساها غيره.
لم يكن اللقاء لقاء تضاريس، بل لقاء عقيدة راسخة تقول:
أن العزّ لا يُعار،وأن الكرامة لا تُشترى،وأن المجد لا يُسكن الفنادق… بل يُولد في المواقف الثقيلة التي لا يقف فيها إلا الكبار.
طويق… الجبل الذي قال عنه قائد الوطن: “من طويق إلى الهمة.”
وقاسيون… الجبل الذي كتب على سفحه الشعراء: “هنا الشام… وهنا المجد إن نطق.”
وحين اصطفّا معًا،سكتت الوديان، واختبأت الكلمات،ووقف التاريخ مذهولًا…ينظر كيف تصافحت القمم، وتوحّدت الرسالة:
أن هذه الأرض للعزّ وحده،وأن هذه الشعوب لا تعرف إلا السيادة طريقًا،ولا ترضى إلا المجد رداءً.
ومن رحم هذا التلاقي بين الطمأنينة والاستقرار،وُلدت المواقف، وازدهرت الفرص،وتحوّلت العزيمة إلى مشروع… يُبنى على أرض الواقع.
وفي قلب دمشق، حيث كتب التاريخ أولى سطوره،دشّنت المملكة العربية السعودية مشروع برج الجوهرة، كواحد من أبرز استثماراتها في المنطقة،وأول الغيث في مسار إعادة الإعمار والتنمية.
برجٌ لا يُقام فقط بالحجر والحديد، بل بالتاريخ المشترك، والمصير المشترك،وبرؤية سعودية ترى في الشام امتدادًا للهوية لا الجغرافيا فحسب.
والمتغطي بقيادة المملكة وشعبها، ينام قرير العين،ولحافه الستر .. وسقفه الوقاية،لأن خلفه وطن لا يخذل، وقيادة لا تساوم، وشعب لا ينكسر.