صلة الرحم تبدأ من تربية عادلة ..



منور بن خليفة الطويلعي

شدّد عدد من التربويين والمختصين في الشأن الأسري على أهمية العدالة في التربية الأسرية، ودورها المحوري في ترسيخ مفهوم صلة الرحم لدى الأبناء، مشيرين إلى أن غرس التوازن العاطفي والانتماء الأسري المتكافئ تجاه أقارب الأب والأم على حد سواء، هو حجر الزاوية لبناء مجتمع متماسك، وعلاقات أسرية قائمة على المحبة والاحترام المتبادل.

وأوضحوا أن من أبرز المظاهر السلبية التي تهدد هذا التماسك، اقتصار بعض الأمهات – إلا من رحم الله – على غرس محبة أهلها فقط في نفوس أبنائها، كالأم والأب، والإخوة والأخوات، مقابل تهميش أهل الزوج وعدم تشجيع الأبناء على صلتهم أو ذكرهم بخير، مما يؤدي إلى جيل لا يعرف عمّه، ولا يصل عمّته، ولا يرى جده من جهة أبيه إلا غريبًا لا تربطه به عاطفة ولا ود.

وأشاروا في ذات السياق إلى أن بعض الآباء – كذلك – يتحمّل جزءًا من المسؤولية حين يلوّث أفكار أبنائه بعبارات مثبطة تجاه أقاربه، ويُحرّضهم بصوت خافت أو صريح على الابتعاد عن فلان وفلان، وهم في الحقيقة أقرب الناس له، مما يورث الأبناء نسخة مشوّهة من القطيعة، ويعيد إنتاج عزلة اجتماعية تعاكس مبادئ الدين وقيم المجتمع.

وبيّن المختصون أن صلة الرحم ليست ترفًا اجتماعيًا، بل بركة تُبارك في الأعمار، وتزيد في الأرزاق، وتُنمّي الألفة بين أفراد المجتمع، لافتين إلى أهمية تعليم الأبناء منذ نعومة أظفارهم أن:
العم والخال بمقام الأب،
والعمة والخالة بمنزلة الأم،
والجد والجدة ركيزة أساسية في الحياة،
وأبناء العمومة والخؤولة سند وعزّ لا يُقدّر بثمن،
وأن العائلة ليست خيارًا مؤقتًا، بل نعمة يجب صونها واحترامها.

وفي ختام حديثهم، دعوا الآباء والأمهات إلى تحمّل مسؤولياتهم التربوية بعدالة، بعيدًا عن الانحياز العاطفي أو التحيّز الأسري، مؤكدين أن العدل في التربية أمانة عظيمة، وأن الانحياز لأحد الطرفين يُربّي أبناءً منحازين، ويخلّ بالتوازن النفسي، ويورّث قطيعة لا تُصلحها السنين، ويُسأل عنها الوالدان يوم الدين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ صلة الرحم تبدأ من تربية عادلة ..

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات