أوروبا تلوّح بالعصا على رأس إيران ..
د. سهام سوقية
يبدو أن إيران على حافة العزلة من جديد بينما تواصل إيران استعراض عضلاتها النووية متحدية المجتمع الدولي نشاهد تحرك العواصم الأوروبية بثبات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء وإحياء العقوبات التي كادت طهران أن تنساها .
فرنسا – ألمانيا – بريطانيا أو ما يعرف بـ ( الترويكا الأوروبية ) وجهت رسالة حاسمة إلى الأمم المتحدة :
– إما عودة إلى طاولة المفاوضات بشروط واضحة .
– أو مواجهة موجة عقوبات ستجعل الاقتصاد الإيراني يترنح أكثر مما هو عليه اليوم .
لم يكن التلويح الأوروبي بالعقوبات خطوة عابرة بل تحرك محسوب يستند إلى قرار مجلس الأمن 2231 وآلية السناب باك التي تمنح هذه الدول الحق في إعادة فرض العقوبات إذا شعرت بتهديد نووي حقيقي .
الرسالة الأوروبية واضحة
أوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مسار إيراني يزداد غموضاً وتحدياً خصوصاً بعد فشل جولات الحوار الأخيرة في إسطنبول .
وكالعادة ردت طهران بخطاب متشنج مليء بالتهديدات الكلامية السناب باك غير شرعي – أوروبا بلا موقف أخلاقي ووعود بـ”رد متناسب” لكن الحقيقة على الأرض تقول غير ذلك فإيران التي تغرق في أزماتها الاقتصادية وتواجه نقمة داخلية عارمة ليست في وضع يسمح لها بخوض مواجهة جديدة مع الغرب كل تهديداتها تبدو اليوم أشبه بضجيج بلا طحين .
لماذا تحركت أوروبا الآن ؟؟
توقيت التحرك الأوروبي ليس صدفة فبعد تقارير تؤكد تسارع تخصيب اليورانيوم ومع استمرار تورط طهران في دعم موسكو عسكرياً باتت أوروبا تدرك أن التساهل يعني كارثة جيوسياسية جديدة لهذا السبب اختارت أن تلوح بورقة العقوبات في لحظة ضعف إيرانية واضحة مستغلة الانهيار الاقتصادي الداخلي وسخط الشارع .
السيناريو القادم : ( عزلة خانقة )
إذا أعيدت العقوبات فإن إيران ستواجه خنقاً اقتصادياً لم تشهده منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018 تجميد الأصول – حظر التعاملات – وشل قطاعات النفط والبتروكيماويات ستضع النظام أمام خيارين لا ثالث لهما :
– العودة صاغراً إلى الطاولة .
– أو مواجهة عزلة دولية قد تسرع نهايته السياسية.
إيران اليوم تقف عند مفترق طرق
إما أن تدرك أن زمن المراوغة انتهى وتقبل بصفقة تحفظ ما تبقى من ماء وجهها أو أن تصر على العناد لتغرق في عزلة جديدة أكثر قسوة أوروبا هذه المرة تبدو أكثر جدية وأكثر استعدادًا لاستخدام العصا بدل الجزرة .
الدرس واضح
من يختبر صبر العواصم الأوروبية عليه أن يتحمل العواقب.



