مجزرة الكيماوي .. في سجل نظام الأسد الدموي



د. سهام سوقية

في 21 أغسطس 2013 ارتكبت قوات نظام بشار الأسد البائد واحدة من أبشع المجازر في تاريخ الثورة السورية .

مأساة لا تنسى .. جريمة لم يشهد مثلها التاريخ والذي استشهد فيها بين 1400 إلى 1600 شخص بين أطفال و نساء و شباب و كبار وحوالي 3,500 شخص قد أصيبوا بالغازات السامة .

المجزرة لم تكن مجرد قصف بالطائرات أو قذائف المدفعية بل كانت باستخدام الأسلحة الكيماوية حيث أطلق النظام غاز السارين السام على الغوطة الشرقية إحدى ضواحي دمشق المأهولة بالسكان أطلقها على المدنيين .. بلحظة غدر لم يتخيلها عقل .

كان يستهدف المدنيين الأبرياء الأطفال، النساء، كبار السن، جميعهم كانوا هدفًا لهذه المجزرة الوحشية .

واستنشق الكثير منهم تلك الغازات السامة التي كانت تكفي لتدمير حياة آلاف البشر في دقائق .

مشاهد لا يمكن نسيانها .
في البداية .. لم يصدق العالم ما حدث فلم يكن احد يتصور أن يقوم رأس دولة بقصف شعبه بالكيماوي كان هناك من يعتقد أن هذه القصة قد تكون مبالغة أو جزءًا من الدعاية السياسية ولكن عندما انتشرت الصور والفيديوهات عبر الإنترنت كانت الصدمة .

كان المشهد مرعباً .. وتحول المشهد إلى جحيم حي !

عشرات الجثث ملقاة على الأرض في شوارع الغوطة بعضها لم يكن له أي ملامح بسبب تأثره بالغازات السامة.

أطفال فقدوا حياتهم في لحظات يصرخون
لكن لا صوت يخرج من حناجرهم بسبب الاختناق فقط أجسادهم تتحرك في نوبات من العجز تصارع أمهات حملن أطفالهن الموتى بين يديهن وكل ما تبقى من حياتهن كان دموعًا وألماً وصراخاً لا يوصف .

والبعض يسقطون على الأرض مشوهين تحول الجسد البشري إلى جثة متيبسة وكان الفزع والاختناق مصيراً جماعياً لكل من لم يتمكن من الفرار .

بعضهم فقد كل عائلته بالكامل في لحظة واحدة .

وبعد تلك المجزرة أصبح المواطن العادي يشعر أن لا مكان آمناً له في وطنه فمن هو هذا القائد الذي يمكنه قتل شعبه باستخدام الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً .. ؟؟

نعم .. كان هو ( بشار الأسد ) ابن حافظ الأسد الذي ارتكب مجزرة حماة المروعة .

هذه المجزرة كانت نقطة فارقة في الثورة السورية فبعدها لم يعد السوريون فقط يطالبون بالحرية والكرامة بل أصبحوا يقاومون ببسالة آلة القتل التي تستهدفهم بالغازات السامة رغم انهم يعرفون أن أي لحظة قد تكون النهاية ولكنها الكرامة ترفض الخضوع و الموت بهذه الطريقة .

وللأسف لم تتم محاسبة النظام السوري على تلك المجزرة !

كانت هناك إدانات فقط وهذا دفع السوريين إلى الاستمرار في ثورتهم رغم الآلام والمجازر التي مروا بها .

مجزرة الغوطة كانت فصلاً آخر من فصول القهر والظلم الذي عاشه الشعب السوري تحت حكم الأسد كانت صرخة ضد الطغيان ومن اجل العدالة .

ما سبب قتلهم الأسلحة الكيمياوية
لأنهم فقط طالبوا بحقوقهم الأساسية والإنسانية والمشروعة في كل العالم الأمان – الحياة الكريمة – إيقاف الاعتقالات العشوائية حق التعليم بشكل يليق – الماء والكهرباء – طعام بلا ذل – علاج بلا تمييز – وظيفة بلا رشوة – حرية بلا قمع – دولة لا تحكمها الأسلحة – قضاء عادل – إيقاف التشبيح ونهب الناس وغير ذلك .

هناك تفاصيل كثيرة للمجزرة ولحظات قاسية ومرعبة عاشها السوريون ورسخت في ذاكرة الألم .

ولذلك دوماً أقول ..
ثورة السوريين ثورة لا تشبه أي ثورة في العالم .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ مجزرة الكيماوي .. في سجل نظام الأسد الدموي

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات