وما الصدرُ إلَّا كتابٌ لا يُقْرَأ !!

عبدالمحسن محمد الحارثي
متلازمة النظر في العين أثناء المُصافحة الدافئة ؛ تُعطيك مفتاح القلب والعقل معاً ، فإذا صافحت شخصاً ما ؛ لا تفلت يدك إلا بعد أنْ يُبقي نظرهُ في عينيك ، وهذا يفرض اِحترامك .
حينما يجتمعُ لسان اليد ولُغة العين ؛ يتحقق الاتصال الجسدي والبصري ، والأخير هو الجُزء الأهم في المُصافحة ؛ لأنَّ لُغة العيون هي واحدة من أعمق وأصدق وسائل التواصل غير اللفظي ، وغالباً ما تُعبِّر عن مشاعر لا تستطيع الكلمات وصفها ؛ لأنها تعكس الحالة النفسية والمشاعر الدفينة ، حتّى وإنْ حاول الإنسان إخفاءها.
وكما أنَّ للعيون لغتها ؛ فإنَّ للسان اليد أيضاً يحمل الكثير من المعاني ، وهو جزء عميق من لُغة الجسد التي تُعبِّر عمَّا بداخل الإنسان دون أنْ يتكلَّم.
حين تغدو الأحاسيس صوراً ناطقة لما في الصدور من أسرار ، تلك الظلال التي تسكن الأرواح بصمت، وتُرافقنا كظلٍّ لا يُفارق ، تخفيها عن الناس ، وأحياناً عن أنفسنا.
كم من اِبتسامةٍ تخفي صدراً يفيضُ بما لا يُحتمل ، وكم من ساكتٍ يئِنُ بصوتٍ لا يُسْمَع .
هناك الكثير من المقولات حول لُغة العيون ولسان اليد وما تُخفي الصدور ، تلك الصدور التي أراها أوطاناً للأسرار ، تلك الأسرار التي قد يُعرفُ شفرتها ، ولكن لا يُعرف معناها ؛ لأنَّ في القلبِ صندوق ، مفتاحهُ الصمت ، وقفلهُ الحكمة ، ومحتواه وجعٌ لا يُقال!!