نتنياهو يشعل الأزمة بعد الهجوم الجبان على الدوحة



د. سهام سوقية

بعد الهجوم الإسرائيلي الجبان على العاصمة القطرية الدوحة  الذي استهدف اجتماع الوفد التفاوضي لحركة “حماس” كشف مرة جديدة هشاشة بعض الآليات الإقليمية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية .

استهداف دولة خليجية حليفة للولايات المتحدة ووسيط رئيسي في النزاعات يمثل تصعيداً غير مسبوق ويدعو المنطقة إلى إعادة تقييم أدواتها الدبلوماسية والأمنية.

في الوقت نفسه يعاني الوضع الداخلي في إسرائيل من توتر حاد نتيجة ضغوط الرأي العام على نتنياهو بسبب قضية الأسرى والأزمات الاجتماعية والسياسية.

هذه الاضطرابات تزيد من عدم استقرار القرار السياسي وتضاعف المخاطر على أي جهود لحل النزاع في المنطقة.

قطر كما أثبت التاريخ لعبت دور الوسيط في أكثر من نزاع إقليمي من التفاهمات بين حماس وإسرائيل إلى الوسطية مع طالبان والولايات المتحدة ومع ذلك لم يفقد العقلانيون في المنطقة القدرة على التحرك أو مواجهة هذه الاعتداءات بل سعوا لإيجاد حلول سلمية تحمي مصالح شعوبهم وتحافظ على الاستقرار الإقليمي .

في هذا السياق برزت السعودية بمشاركة فرنسا كلاعب رئيسي في دفع الجهود الدبلوماسية الأممية ما أدى إلى اعتماد غالبية ساحقة في الأمم المتحدة تؤيد حل الدولتين وتسوية سلمية للقضية الفلسطينية .

هذا الإنجاز يعكس القدرة السعودية على حماية الأمن الإقليمي ودعم الحلول السياسية البناءة في مواجهة أي إرهاب أو عدوان ويضعها في موقع قوة وموثوقية بين شركائها الإقليميين والدوليين.

من جهة أخرى
يُظهر الجنون العسكري لنتنياهو كيف يمكن للتفوق العسكري والدعم الخارجي أن يصبحا أدوات لفرض الهيمنة لكن في الوقت نفسه تكشف الأخطاء المتكررة وعدم التقدير الصحيح للعقلانية السياسية في المنطقة الفرص أمام الوسطاء العرب لتعزيز حضورهم وإثبات فاعليتهم التجربة تشير إلى أن الحلول العسكرية الفردية لن تجلب الاستقرار بل تزيد من تعقيد النزاع وتضاعف الثمن الذي يدفعه الشعب الفلسطيني.

اليوم تتضح أهمية دعم مشروع الدولتين وتثبيت الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية إلى جانب تعزيز الاستقرار السوري واللبناني واليمني وحصر أي تأثيرات خارجية ضارة في حدودها.

هذا المسار يعكس نضج السياسة العربية ويظهر دور السعودية كدعامة أساسية في التوازن الإقليمي حيث لا تكتفي بالوساطة أو البيانات بل تسعى لتطبيق حلول عملية تحمي المنطقة من الانزلاق إلى فوضى مستمرة.

في النهاية الهجوم على الدوحة وما يرافقه من توترات يذكّر بأن القوة العسكرية وحدها لا تصنع الاستقرار وأن العقلانية التحالفات الاستراتيجية والقيادة السعودية المتزنة هي التي تضمن استدامة الأمن والسلام في المنطقة .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ نتنياهو يشعل الأزمة بعد الهجوم الجبان على الدوحة

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات