اتفاق سعودي باكستاني .. قوة واستقلالية وسيادة لا تقبل المساومة



د. سهام سوقية

في خطوة استراتيجية تعكس عمق الرؤية السياسية للمملكة العربية السعودية ووضوح مسارها نحو تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي أعلنت المملكة وباكستان عن توقيع اتفاقية دفاع مشترك وهو حدث فارق في مسار العلاقات الدولية للرياض ويؤكد بوضوح قدرتها على رسم سياسات دفاعية متوازنة مدروسة، ومستقلة في آن واحد .

هذا الاتفاق ليس مجرد تحالف عسكري تقليدي بل هو تعبير عن السياسة الواقعية التي تتبعها المملكة والتي تمزج بين القوة، الاستقرار، والقدرة على المبادرة الاستراتيجية وفق مصالحها الوطنية العليا .

اختيار باكستان كشريك استراتيجي يحمل دلالات واضحة على صعيد الأمن الإقليمي والدولي فهي دولة نووية تمتلك واحدة من أقوى الجيوش في العالم الإسلامي وتمثل عنصر ردع مهماً لأي تهديد محتمل الاتفاق يعزز قدرة المملكة على حماية مصالحها الوطنية وأمن الخليج بشكل مباشر ويجعلها لاعباً مؤثراً في أي معادلة سياسية أو دفاعية في المنطقة.

من خلال هذا التحالف :
ترسل الرياض رسالة واضحة إلى جميع الأطراف ..
– أن المملكة قادرة على تنويع تحالفاتها وبناء شبكة أمنية متكاملة.

– أن المملكة تمتلك البدائل الاستراتيجية التي تمنحها الثقة في صناعة قرارها الوطني بشكل مستقل .

أما عن الأبعاد السياسية للاتفاق :
فهي تمتد إلى ما هو أبعد من الدفاع المباشر فهو يعكس قدرة السعودية على صياغة تحالفات متوازنة مع قوى كبرى في آسيا ويؤكد أن المملكة ليست رهينة لأي قوة خارجية بل فاعل أساسي في رسم ملامح الاستقرار الإقليمي الاتفاق يُظهر الحكمة السياسية للمملكة في إدارة ملفات الأمن الإقليمي إذ يجمع بين القدرة العسكرية، النفوذ الدبلوماسي، والقرار المستقل، وهو ما يعكس استراتيجية واضحة تبنيها القيادة السعودية للحفاظ على مصالحها وحقوق شعوب المنطقة.

من المهم أيضاً الإشارة إلى أن الاتفاق يعزز دور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في صياغة السياسة السعودية بمستوى عالمي ويجسد رؤيته في بناء قوة دفاعية متقدمة وشراكات استراتيجية مستندة إلى الواقعية السياسية والمصالح الوطنية.

السعودية كل يوم تظهر للعالم أنها ليست مجرد دولة في قلب الشرق الأوسط بل قوة فاعلة قادرة على التأثير في معادلات الأمن والسياسة الدولية وصانعة قرارها بنفسها.

وتوضح للعالم أن الرياض تبني استراتيجياتها الدفاعية بعقلانية ووعي عميقين وأنها تملك القدرة على إدارة تحالفاتها ومصالحها وفق رؤية متقدمة ومستقبلية وتلعب دوراً محورياً في صياغة الأمن والاستقرار في الخليج والشرق الأوسط وتجعل من قرارها الوطني حجر الزاوية لأي معادلة سياسية أو دفاعية في المنطقة.

وتؤكد مرة أخرى أنها صانعة القرار، صاحبة السيادة، وقائدة التحولات الاستراتيجية في المنطقة، وأنها تمتلك القدرة على الجمع بين القوة العسكرية، الدبلوماسية الذكية، والرؤية الواقعية التي تجعلها رقماً صعباً في كل معادلة إقليمية ودولية.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ اتفاق سعودي باكستاني .. قوة واستقلالية وسيادة لا تقبل المساومة

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات