أهم الاخبار


حوار بين المشجِّع والذكاء الاصطناعي!!



عبدالمحسن بن محمَّد الحارثي

المشهد الافتتاحي

يجلس المشجّع على كرسيه متوتّرًا، تتداخل في ذهنه كل نتائج فريقه وانفعالات الجماهير.

إلى جواره يجلس الذكاء الاصطناعي هادئًا كمن يرى الصورة من فوق الملعب.

المشجّع:

يا أخي.. كرة القدم متعبة!
إذا فاز فريقنا نطير فرحًا، وإذا خسر ننقلب عليه!
ليش ما نعطي الخصم حقّه؟ ليش ما نعترف أنه ربما كان أفضل؟

الذكاء الاصطناعي:

هذا طبيعي جدًا.. لأن المشجع غالبًا يرى بعاطفته.
وأول ما يخطر على بالي هنا مقولة يوهان كرويف:

“في كرة القدم ؛ أسوأ العمى هو عمى النتائج”.

الناس تنظر للنتيجة فقط، لا للأداء ولا للتفاصيل التي حسمت المباراة.

المشجّع:

لكن أحيانًا أشعر أن الجمهور يجحف في حق الخصم.. وكأن الفوز أو الخسارة فقط لأن فريقنا سيئ أو ممتاز!

الذكاء الاصطناعي:

وهنا تدخل حكمة المدرب الهادئ كارلو أنشيلوتي:

“من يفوز هو من يعرف كيف يتعامل مع لحظات المباراة”.

أحيانًا الفريقان رائعان.. لكن أحدهما يتعامل مع اللحظة أفضل ، بمعنى اقتناص الفرصة وتسجيل الهدف.

المشجّع:

يعني الأفضلية ليست دائمًا لأن فريقنا كان سيئ؟

الذكاء الاصطناعي:

بالضبط! الأفضلية قد تأتي من:
• قراءة مدرب ذكية
• تركيز لحظي
• توفيق
• استغلال فرصة واحدة

ويقول سير أليكس فيرغسون:

“كرة القدم تُكافئ الفريق الذي يخطئ أقل”.

ليس الأكثر استحواذًا.. ولا الأكثر فرصًا.. بل الأقل أخطاء.

المشجّع:

طيب ليش ردود فعل الجماهير دائمًا مبالغ فيها؟

الذكاء الاصطناعي:

لأن كرة القدم ليست رياضة فقط.. إنها هويَّة.
وهنا نستحضر قول عالم النفس كارل يونغ:

“العاطفة أكبر قوة توجه الإنسان، ولو تناقضت مع العقل”.

ولهذا:
• في الفوز نرى كل شيء جميلًا
• وفي الخسارة نجلد الفريق بلا رحمة.

المشجّع:

لكن اللاعبين والمدربين يتحملون ضغطًا مهولاً.. هل هذا عادل؟

الذكاء الاصطناعي:

ليس تمامًا، لكنه جزء من اللعبة.
ويقول بيب غوارديولا:

“المشجع يرى 90 دقيقة، أما نحن فنعيش ما قبلها وما بعدها”.

ولهذا تبدو ردود الجماهير قاسية لأنها لا ترى سوى السطح.

المشجّع:

وماذا عن احترام الخصم؟ كأن الاعتراف بقوته يجرح الكبرياء الجماهيري!

الذكاء الاصطناعي:

وهنا تأتي حكمة الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه):

“اعرف الحق تعرف أهله”.

بالمقياس الرياضي:
اعرف الأداء تعرف من استحق الفوز.
وليس من يرضي عاطفتك.

ويضيف الفيلسوف نيتشه كلامًا موازيًا:

“القوة تُحترم، لا لأنها تغلبك.. بل لأنها تكشف حقيقتك.”

المنافس القوي يريك مستوى فريقك الحقيقي، لا الذي تتخيله.

المشجّع:

يعني تطلب مني أكون أكثر عقلانية؟
وأشوف المباراة من منظور أوسع؟

الذكاء الاصطناعي:

نعم، أن تكون مثل قول أرسطو:

“الحكمة هي القدرة على الحكم بشكل صحيح في الوقت المناسب”.

وفي كرة القدم:
• لا تُحكم على فريقك بخسارة
• ولا تُرفعه لسابع سماء بفوز
• ولا تنسَ فضل الخصم الذي اجتهد أكثر في تلك الليلة.

المشجّع:

بدأت أفهم الصورة…
يمكننا أن نحب فريقنا، لكن بدون أن نعمي أنفسنا عن الحقيقة.

الذكاء الاصطناعي:

وهذه خلاصة الحوار كله.
وكما قال بيلية أسطورة البرازيل:

“الفريق العظيم لا يُقاس بعدد مرات فوزه، بل بعدد المرات التي عاد فيها بعد الخسارة.”

والجمهور الواعي هو الذي:
• يدعم فريقه
• ويحترم خصمه
• ويفهم أن كرة القدم لعبة تفاصيل لا عواطف فقط.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating


مواضيع ذات صلة بـ حوار بين المشجِّع والذكاء الاصطناعي!!

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات