فيض من القلب في رمضان



بقلم الكاتبة : هبة صالح رزق

سؤالي لك في رمضان ١٤٤١هـ
بماذا تريد أن تملأ قلبك وبماذا تريده أن يفيض؟
خذ وقتك وتفكر وتأمل في حالك مع هذا القلب بما ينبض وهل فعلًا أنت مرتاح وراض بوضعه؟
لحظات ووقفات مع هذا القلب في رمضان لن تستغرق منك كثيرًا لكنك ملزم بالقيام بها لأنك حتمًا تريد أن ترتاح وتشعر بالسلام الداخلي والنقاء والأناقة الغير عادية
أنت بشر وطبيعي أنّك أثقلته ببعض من الأمراض مثل الحسد، الضغينة، الأذية، التسخط بالأقدار، التضجر من الواقع، التدخل فيما لايعنيك، مراقبة من حولك، تتبع عثراتهم، التعلق الموجع بحب بعض البشر، وسوء الظن وغيرها من الأمور التي تنهك صاحبها وتجعله يموت كل يوم حرقةً على شئ هو المتسبب فيه والعلاج الوحيد هنا هو أن يستعين باالله الشافي أن يشفيه من أمراض القلوب وأن يعينه على إفراغ مافي هذا القلب من كل هذه الشوائب وكل مايؤذيه حتى يمتلئ بكل خير وليكن شعارنا لنشهد الله على جمال مافي قلوبنا وسيهبنا كل ماهو أجمل، لنتدرب ونتدرج في إزالة مافيه وثم نتعوّد على أن نغذيه ونعلقه بكل مايقربنا لله وحده.
إنّها واحة قلبك فازرع فيها واسقها بما تشاء وسيفيض ويفوح بما فيه.
فرصتنا الأن في هذا الشهر المبارك ونستطيع أن نجتهد ونبتكر أمورًا كثيرة قد تكون سببًا بإذن الله في أن يصلح الله حال قلوبنا في رمضان وبالتالي نتذوق الراحة الحقيقية مع الله.
خذ مثلًا كلمة رمضان في معادلة ورمّزها كما تراه مناسبًا لاحتياجك وابدأ داو قلبك بالقرآن ولتكن كلمة رمضان مرشدة بأحرفها فنقول
بأول حرف وهو الراء في قوله تعالى (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
وحرف الميم في قوله تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
وحرف الضاد في قوله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
والألف في قوله تعالى( اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
وأخيرًا النون في قوله تعالى( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم )

فنمضي مع آيات الله كلها بالتدبر والتفكر في هذا الشهر المبارك والتي ستكون بإذن الله نبراسًا لإصلاح قلوبنا وبالتالي نعتاد تلاوة كتابه والعمل بما أنزل وهذا الذي يريده الله منا حيث قال (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب)
فاجعلها عادة ولتكن أجمل عبادة تتعبد وتتقرب بها لله وهي أنك تتفنّن في أن تتعلم كيف تملأ لحظاتك تعمّقًا وتدبرًا وتفكرًا في كلام الله وبالتالي سيمتلئ قلبك جمالًا وبعدها لن يبوح لسانك إلا بالخير وأختم بكلام سيد المرسلين رسول الأمّة محمد صلى الله عليه وسلم: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ».
أسأل الله لي ولكم قلوبًا نقيّة تقيّة تفيض بكل ماهو جميل.