وداعاً أيقونة الإعلام الإذاعي



بقلم الأستاذ : عبدالرحمن عبدالعزيز البريكيت

حينما علمت بخبر وفاة الإعلامي الكبير والمخرج الإذاعي الفذ الأستاذ علي بن حسين المعروف إعلامياً بعلي العلاوي استرجعت بحزنٍ بالغ شريط الذكريات مع قامةٍ سامقةٍ وعَلَمٍ بارزٍ في الإخراج الإذاعي ، لقد تعرفتُ على أخي العزيز علي بن حسين رحمه الله تعالى قبل ستٍ وعشرين عاماً حينما اتصل عليّ ليطلب منّي أن أكون مراسلاً إذاعياً لإذاعة البرنامج الثاني التي أصبح اسمها لاحقاً إذاعة جدة وقد جعلني حماسه الكبير ألا أتردد للعمل معه فقال لي لا تفكر فقط أرسل لي لقاءً مع شخصية في العلا لأعرضها على لجنة التقييم ، وحينما أجريتُ لقاءً مع الأستاذ صالح عبدالكريم حفظه الله ، قال لي الأستاذ علي لقد تم اعتمادك بعد أول دقيقتين من اللقاء.

كان يضع العلا جُل اهتمامه وكان حريصاً على أن تكون أخبارها ضمن أجندة برامج الإذاعة وهذا ما جعلني أشارك في تقديم عدة برامج بعضها أسبوعية وبعضها موسمية وأذكر منها : أخبار المناطق والمحافظات وبرنامج المنتديات الأدبية ورمضان والناس وفرحة العيد وفي يوم الوطن وغيرها من البرامج طيلة اثنتي عشرة سنة بين أعوام 1416 حتى 1428 وكان الأستاذ أحمد السديري محافظاً للعلا حينها وكان متابعاً جيداً وحريصاً لظهورها إعلامياً . وقد عرفتُ أبامشاري رحمه الله مشجعاً كبيراً وكان يقول لي الإعلام مهنة تحتاج إلى تضحية ، العلا تستحق اهتمامك والوطن يستحق تضحياتك وأنت تستحق الإبداع .

قد لايعلم الكثيرون أن علي بن حسين هو أول من أدخل الFM للعلا عبر إذاعة القرآن الكريم عام 1424 هـ وظلت سنوات طويلة هي الإذاعة الوحيدة قبل دخول الإذاعات الأخرى حيث طلب منّي كتابة عشرين معروضاً لطلب إحدى الإذاعة فجئت له بأكثر من مائتي معروض أغلبها تطلب إذاعة القرآن الكريم ليسلمها بنفسه لمعالي وزير الإعلام فؤاد الفارسي بعد اجتماع خاص استعداداً لموسم الحج ، وعندما عرضها على مدير الإذاعة الأستاذ بكر باخيضر قال له : إنت تبغى تودينا في داهية بسبب جماعتك ! كل هذي معاريض ؟! وقد تم تدشين الإذاعة بعدها بشهرين فقط .

لقد تدرّج الأستاذ علي بن حسين في عمله من نجاح إلى آخر حتى أصبح مديراً عاماً للجودة والمحتوى بإذاعةً جدة ثم مستشاراً يسكب خبراته في دهاليز الإذاعة التي تفاخر فيه وقد حظي بمحبة زملائه واعتزازهم بشخصيته فهو يأسرك بأخلاقه ورقي تعامله وحسن تصرفه وهذا مالمسته حينما زرته أكثر من مرة في استديوهات الإذاعة عام 1424هـ حينما تواجدتُ في جدة لارتباطي بدورة تدريبة طويلة هناك وكان هو كبير مخرجي الإذاعة .

رحم الله أبامشاري الذي صارع المرض عامين ليغادرنا للدار الآخرة في شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .