من عبق الماضي



بقلم  أ/ جواهر بالغيث عضوة ملتقى المبدعين  

في أحد الأيام سمعت مثل شعبي أعجبني .. كنّآ نتجآذبُ أطرف الحديث في غرفةِ المعلمآت فقآلت أحد المعلمات خادمتي أتعبتني وتريدُ أن تسآفر، إجابتهآ الأستاذة بشاير مهف مقيط .. تعجبت من الكلِمة وبتسمت فسألتهآ مامعنى مهف مقيط .. ضحكت وقالت( مثل شعبي يعني روحه بلا رده) ضحكت وضحكتُ معهآ … وذهبت كلّ معلمة لوظِفتُهآ ولكن بقى أثر المثل في رأسي عدت إلى المنزل أبحث عن هذا المثل .. فوجدتهُ فِي قوقل صديقي العزيز .
القصة يا سادة ک التآلي :
إن رجلين أحدهما يدعى(مقيط) ومعه صاحب له، اتفقا على التعاون لجلب أفراخ للصقور من وكرها، فالمعروف أن الصقور تفضل بناء أعشاشها في شقوق الجبال النائية، على الواجهات الوعرة وعلى مستوى مرتفع جدا عن سطح الأرض، حتى تكون في منأى عن الصيادين، ومن طبيعة الصقور أنها تأتي بفرخين وربما ثلاثة، وفي الغالب يستأثر أحدها بالطعام فيكون نموه أسرع وهذا الفرخ يسمى (النادر) وهو المفضل لدى الصيادين، أما الفرخ الثاني وهو الأقل في النمو من الفرخ الأول فيسمى (اللزيز)، وإن كانت الفراخ ثلاثة فيكون آخرها (الشبيبيط) وهذا يكون أضعف الفراخ، حيث تذكر القصة أن مقيط وصاحبه شاهدا مفرخة للصقور في أحد التجويفات الصخرية العالية في جبلة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا بعد الصعود لقمة الجبل ثم التدلي بمساعدة (الرشا). وكان الاتفاق الذي تم بين مقيط وصاحبه ينص على أن ينزل مقيط بواسطة الرشا، وصاحبه يمسك الرشا حتى يصل إلى وكر الفراخ، وبعد أن يمسك بها يجذبه صاحبه لقمة الجبل. واتفقا على أن الفرخ (النادر) سيكون من نصيب صاحب مقيط الذي يمسك الرشا في قمة الجبل، أما الفرخ الثاني (اللزيز) فهو من نصيب مقيط، فنزل (مقيط) إلى الوكر وصاحبه يرخي له الحبل حتى وصل الوكر، وحين شاف النادر أعجبه، فزين له الطمع أن يتنصل من اتفاقه مع صاحبه، فصاح لصاحبه قائلا: (النادر) لي و(اللزيز) لولد عمي، و(الشبيبيط) لك. فقال صاحبه له: لا، (النادر) لي أنا. فقال مقيط: لا، (النادر) لي، و(اللزيز) لولد عمي، وأصر مقيط على رأيه وصاحبه يحاول جاهدا أن يثنيه عن رأيه ويعود به إلى الاتفاق الذي كان بينهما، لكن غاب عن مقيط وهو في تلك الحالة أن مصيره معلق بيد صاحبه الممسك بالرشا، ولما يئس منه صاحبه غضب وقال: (يا مقيط هاك رشاك) فرمى عليه الرشا وهوى (مقيط) ورشاه من هذا العلو الشاهق.
مقيط: رجل مشهور يجني الطيور من أوكارها قبل طيرانها.
الرشا: هو الحبل المتين الذي يستخدم في العادة لجذب الدلو من البئر.
الوكر: عش الصقور.
استنجت من هاذه القصه أن تقدير عواقب الأمور شيء مهم ، حترام اليد الممتده لمساعدتك وعدم نكران جميلها ومكافئتها ، أيضا شي مهم وهو عدم العجل وذكرتني القصه بتقسيم الغنائم وحرص النبي على توزيعا بتساوي تعلمت أن الحياة دروس وتجارب ، والعاقل هو من يستفيد من التجارب ويتعلم من الدروس ، وتعلمت أن أقول مهف مقيط ورشا لكل ما يؤذيني .