قِيَادَتُنَا سِر قُوَّتنا
عبدالمحسن محمد الحارثي
نصَّت المادة الثانية عشرة من النظام الأساسي للحكم على ما يلي :
تعزيز الوحدة الوطنية واجب، وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة و الفتنة والانقسام .
ما يُميِّز بلادنا قُوَّة قيادتنا ولينها في غير ضعف بالمتابعة والتوجيه والتحذير ، وسِر شعبنا العظيم في عدم مُفارقة الجماعة .
إنها منهجيَّة راعٍ بِقِيم موزونة أصيلة ، ونهْج رعيَّة بتوازن منسوج أصيل .
هذا التماسك ، الالتحام ،الاصطفاف ، الالتفاف ، والانصهار في بوتقة واحدة بين الراعي والرعيَّة ؛ خَلَقَ نسيج وطني متين ورصين قوامهُ الشريعة.
إنها اللُّحمة الوطنيَّة في أبسط صورها ، وأجلّ معانيها ، وأعظم مكتسباتها ، أوتاد ضاربة في عُمْق الأرض ، التاريخ ، والإنسان السعودي .
أمستْ هذه اللُّحمة وأصبحت مضرباً للمثل ، صدَّعت جبين الحاقدين ، وأفشلت خِطط العابثين ، وأرهقت نفسيَّات الحاسدين .
لم ولن ينال الظالمون إلا كشف سوءاتهم ، وتلعثم ألسنتهم ، وارتعاش أياديهم ، فأُصيبوا بسلس القول الفاحش المهزوز ، وإمساك فعلهم في مجاري الصرف المأزوم .
كانت ولا تزال محاولاتهم يائسة كـ يأس بطن العقيم ، وظهر الأحدب السقيم ، مهما حاولوا الكَرَّة فلن يكون لهم إلا ما كان وسيكون من عمى وكِساح ، وحالهم كالأعرج المبطون ، والأعمى المفتون .
نحنُ في سباق مع أنفسنا في رُؤيتنا وكيفيَّة تحقيقها ، ولسنا في سباق مع غيرنا ممن امتهن النفوس بالمال ، وارتهن الأرواح بالحال .
هكذا السعوديون .. يُحاكون أنفسهم وما يملكون من مقدَّرات وثروات وثقافات ، ويُسابقون عقارب الساعات ومؤشرات الإنجازات في توافقٍ ملموس وتوازنٍ محسوس .
مجتمع ، قيادة ، قانون ، ووطن .. هذهِ الأربع هي عناصر اللُّحمة ومُحددات الرسوخ ، فلا يتم عمل والتعاضد مفقود ، ولا يكون فشل والاتحاد موجود ، في ظل مجتمع حيوي ، قيادة حكيمة ورشيدة ، حُدود تُقام ، ووطن مُستدام .