السقوط المتكرر لطفلي يؤذي أسنانه



بقلم الدكتورة : غادة أبو القمصان

كثير من الأمهات والآباء يعانون من كثرة حركة أطفالهم وكثرة سقوطهم على أسنانهم, ومنهم من يتعرض للأذى الشديد, ومنهم من لا يتأذى إطلاقاً, ولكن هل جميع الأمهات والآباء على دراية كافية و واعية في كيفية التعامل مع هذه المشاكل, أي لو تأذى الطفل بعد سقوطه؟, يوجد مجموعة لا بأس بها تلق تعليمات حول هذا الموضوع من قِبل الطبيب المعالج مباشرة, ومنهم من تلقاها من الأطباء المساهمون في حملات التوعية في المدارس والتجمعات المختلفة, ولكن البعض الأكثر لا يعي ذلك وإن علم به, فلا يعير انتباهاً لهذه الأمور, و هذا ما هو إلا خطأ فادح يرتكبه الآباء و الأمهات دون قصد مطلق تجاه أطفالهم, وذلك لأن المعظم ينظر لأسنان الأطفال ما هي إلا أسنان مؤقتة ستزول وستحل محلها الأسنان الدائمة وهنا يبدأ الاهتمام فقط, وهذا مبدأ خاطئ, فيجب أن نعلم أن كل ما يؤذي الأسنان اللبنية يمكن وبشدة أن يؤذي الأسنان الدائمة, وهذا ما يجعل الكثير يقع في حيرة أن الأسنان الدائمةلأطفاله تحوي مشاكل لا يُعرف لها سبب, ولكن سببها يمكن أن يكمن في أن الأسنان اللبنية قد تعرضت للأذى ولكن اهملت واهمل علاجها.

هنالك بعض الأمور التي تتعلق بأهمية رعاية الأسنان بعد سقوط الطفل, يجب على كل من الأمهات والآباء أن يعيروا تركيزهم وانتباههم لها, لذلك يجب أن نعلم كيف يتم التعامل مباشرة مع الطفل بعد سقوطه و ماهي الأمور التي يمكن أن تحدث بعد سقوط الطفل؟, وكيف يتم التعامل مع الموقف لتدارك المشاكل التي يمكن أن تحصل بعد ذلك؟ وهل يمكن أن تسوء حالة الأسنان بدون معالجة أو بعد المعالجة؟

أولاً: يجب أن نعلم ماهي الأمور التي يمكن أن تحدث بعد سقوط الطفل؟
عادةً الأطفال ما بين عمر السنتين والثلاث سنوات, تبدأ حركتهم ونشاطهم يزيد, مما يزيد بذلك نسبة سقوطهم المتكرر, وفي هذه الفئة العمرية, تكون أسنان الطفل اللبنية قد بزغت كاملة وظهرت في فمه, و أيضاً الأطفال من عمر 7-11 سنة, أيضاً تزداد طاقتهم الحركية, فيكونوا أكتر عرضة للسقوط المتكرر, وفي هذه الفئة العمرية تكون أسنان الطفل ما بين أسنان دائمة وأسنان لبنية, و يتركز في أكثر الأحيان ضرر سقوط الطفل في كلا المرحلتين, على أسنانه القواطع في الفك العلوي. لذلك سيتم تقسيم الأطفال لفئتين كما أسلفت سابقاً فئة من عمر 2-3 سنوات , والفئة الأخرى من عمر 7-11 سنة.

كيف يتم التعامل مباشرة مع طفل ذو عمر2-3 سنوات بعد سقوطه؟ و ماهي الأمور التي يمكن أن تحدث بعد سقوط الطفل على أسنانه؟ وكيف يتم التعامل مع الموقف لتدارك المشاكل التي يمكن أن تحصل بعد ذلك؟
بدايةً بعد سقوط الطفل مباشرة يجب على أحد الوالدين أن يقوم بتفحص طفله, يبدأ بالشفاه, يفحص إذا كانت تحتوي على جروح أو لا, و إن وُجد جرح فيجب محاولة إيقاف النزيف عن طريق الضغط على الجرح بقطعة شاش صغيرة إن أمكن أو إذا كان الجرح عميقاً فيجب التوجه مباشرة إلى أقرب عيادة أسنان, ومن ثم يبدأ فحص الأسنان وهنا سوف نتعمق في بعض التفاصيل ولذلك سنقسم الأمر ما بين إذا تمت ملاحظة كسر في الأسنان, و إذا لم يتم ملاحظة أي كسر في الأسنان, و إذا لوحظ سقوط السن كاملاً.
1. أولاً: إذا تمت ملاحظة كسر في الأسنان فيجب أولاً فحص مستوى الأسنان القواطع, هل تم تغير مستواها عن المستوى الطبيعي و فحص حركتها, هل تتحرك؟ و لو لوحظ أحد هذه الأمرين فإن ذلك يدعو للريبة؛ لأنها يمكن أن تؤذي الأسنان الدائمة تحتها, ويوخذ بالاعتبار شكوة الطفل, ثانياً: يجب البحث عن القطعة المكسورة وحفظها في محلول ملحي أو حليب سائل وأخذها للطبيب لمعالجة ما كُسر, وإن لم توجد لا يُشكل ذلك ضراراً, وعند الطبيب يجب إعلامه بنتائج فحصك لطفلك, وبعدها اترك للطبيب التصرف التام.
2. إذا تمت ملاحظة أنه لا يوجد أي كسر في الأسنان, يجب إكمال الفحص كما أسلفت وهو فحص مستوى الأسنان القواطع, هل تم تغيير مستواها عن المستوى الطبيعي و فحص حركتها, هل تتحرك؟ و لو لُوحظ أحد هذه الأمرين فإن ذلك يدعو للريبة لأنها يمكن أن تؤذي الأسنان الدائمة تحتها, ويُؤخذ بالاعتبار شكوة الطفل أيضاً, وهنا فقط في حال ملاحظة أي أمر مستجد مثل الحركة أو يعاني الطفل من ألم شديد, هنا يجب أخذ الطفل مباشرة لطبيب الأسنان, وذلك لأنه يمكن أن يكون قد تأذى ولكن الأذية غير ملحوظة, وهنا يجب تدخل طبيب الأسنان لمعالجة الأمر.
3. إذا لُوحظ سقوط السن كاملاً, فيجب مباشرة دون تأخير البحث عن السن و وضعه في حليب سائل, وأخذ الطفل مباشرة لأقرب طبيب أسنان, ويراعى في ذلك أن يكون في أول ساعة بعد سقوط السن, لأنه يمكن أن يتم اعادة وضع السن في مكانه , بإضافة بعض الإجراءات التي يمكن أن يلجأ لها الطبيب, ومن اهمية اعادة وضع السن مكانه, هو المحافظة على مكان السن الدائم بحيث يتم بزوغه في الوقت الصحيح دون تأخر, ودون اللجوء لعمل فتح في اللثة ليتم بزوغه, وأيضاً لتقليل نسبة حدوث تغير في مواقع الأسنان الذي يؤدي بعد سنوات لحاجة الطفل لتركيب تقويم للأسنان.
كيف يتم التعامل مباشرة مع طفل ذو عمر7-11 سنة بعد سقوطه؟ و ماهي الأمور التي يمكن أن تحدث بعد سقوط الطفل على أسنانه؟ وكيف يتم التعامل مع الموقف لتدارك المشاكل التي يمكن أن تحصل بعد ذلك؟ عادةً الطفل في هذا العمر تكون أسنانه القواطع أكتر بروزاً وظهوراً, والبعض من المجتمع يُسميها أسنان الأرنب, وهذا ما يجعلها عادة أكثر الأسنان عُرضة للكسر والتأثر بالسقوط مباشرةً, وفي هذه الفئة العمرية لا يختلف الأمر كثيراً عن الفئة العمرية السابقة, ويتم التعامل معها كما التي قبل, ولكن الاختلاف البسيط يكمن في أن الأسنان هنا هي الدائمة, فأي تأخر في المعالجة يؤدي لأن يعاني الطفل من مشاكل في المظهر الجمالي لأسنانه الأمامية, فلذلك لو حدث كسر في السن أو سقط كامل السن, يجب مراعاة الذهاب مباشرة لطبيب الأسنان ويجب أن تكون في أول ساعة بعد حادثة السقوط, ولكن لو حدث تأخر لا بأس يمكن تدارك الموقف ولكن التأخر لا يزيد عن مدة يوم, لأن بذلك يزداد الأمر سوءاً, و يجب أخذ الجزء المكسور أو كامل السن موضوعاً في سائل الحليب, لأن في هذه المرحلة العمرية لا يمكن للسن أن يعوض بسن آخر طبيعي, أي لا يبزغ سن آخر مكانه, ولكن يمكن عمل زراعة للسن أو تركيبة ثابتة, وهذا لا يمكن إلا بعدما يبلغ الطفل عمر محدد, و يمكن جداً أن يؤثر ذلك سلبياً على الصحة النفسية للطفل بسبب سوء مظهر الابتسامة مقارنةً مع زملاءه.

ثانياً: هل يمكن أن تسوء حالة الأسنان بدون معالجة أو بعد المعالجة؟

بالطبع سوف تسوء حالة الأسنان إن لم يتم معالجتها, خاصة في الفئة العمرية 2-3 سنوات, سوف تسوء ويمكن أن تضر بذلك الأسنان الدائمة تحتها, ولكن إن تمت المعالجة في الوقت الصحيح وعادة يجب أن يكون في أول ساعة بعد سقوط الطفل, هنا يمكن تدارك الموقف ونسبة أن تسوء الأسنان بعد ذلك قليلة مقارنة مع إذا تمت المعالجة لكن كانت متأخرة فهنا نسبة أن تسوء الأسنان بعد المعالجة أعلى ولكن تبقى كحل أفضل من عدم المعالجة مطلقاً.