الدار و الجار و النار …



للكاتب و الإعلامي أ . عادل النايف

هل العيش الكريم أفسد متعة الحياة ، أم تلك التقنية “السوشيال ميديا” من أفسدت الحياة ، أم أن الكماليات طغت على الأساسيات !

هنا سؤال و سؤال و سؤال ماسبب بُعد الأب عن أسرته ، الأبناء عن أبيهم ، الأخ عن اخوته ، القريب عن قريبه
الجار عن جاره ؟

هل أصبحت قلوبنا ضيقة ؟ من الذي تغير ؟! أو هل وسائل التواصل الاجتماعي سببًا بذلك ؟

لماذا يريد البعض أن يشتهر و لو على مضرة غيره ، أو بفعل قبيح ، أو كذبًا !

هذه النار قد تقضي عليك في يوم من الأيام ، فالحذر
الحذر ، حينما تأكل النار الهشيم لا يبقى غير حفنة رماد
تذروه الرياح .

هل البعض من الأغبياء يتبع هذه المقولة(خالف تُعرف)
في يوم من الأيام لاينفع الندم ، حين تقع في الظلام و تبحث عن النور .

قد ينطبق على هؤلاء قوله تعالى (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) دعني أعود بك إلى جاري لأن الحديث عن ناري طويل و التقنية و استخدامها لم ينتهي بعد ، ولكن سوف نتحدث عن الجار و الدار .

افتقدنا سؤال الجار عن جاره و ماهي حاله .
سألت صديقا عن جاره ، فرد قائلاً ياليت جاري يكف عني شره و أذيته .

لماذا لم يعد الجار يحترم جاره ، أحيانًا تكون المشاكل بين الجيران بسبب موقف سيارة ، أو حاوية القمامة أجلكم الله .

أو تلك الجارة التي تتنقل بين البيوت و تنقل الأخبار الصحيحة و الكاذبة .

وهناك أمر مزعج للغاية ، حينما تزور الجارة جارتها تقوم بتصوير المنزل أو مابه من أثاث أو طعام ، من غير إذن أهله ..
أين أداب الزيارة ؟
أين أداب الإسلام ؟
أين العمل بأخلاق الإسلام ، أليس الدين المعاملة ؟

يجب علينا أن نتحلى بأخلاق الإسلام العظيم ، و القرآن الكريم ، و سنة نبيه الأمين ، صلى الله عليه وسلم .

في هذا الزمان أيضًا قد لايعرف الجار جاره ، نعّترف أن مشاغل الحياة لم تدع وقتًا لأحد ، ولكن لاننسى حق الجار على الجار .

قال تعالى(واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى و اليتامى والمساكين و الجاري ذي القربى و الجار الجُنب) و عن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه”.

في زمن مضى في شهر رمضان يسعد الجيران بقدوم ذلك الشهر المبارك و يتبادلون الأكلات الشعبية بالرغم من بساطة الإناء الذي يوضع به الأكل ومن غير تكلف ، و في اليوم التالي يبادلونهم الجيران بأكله أخرى توضع في وعائهم .

وفي أول يوم من صلاة التراويح تجد الجيران في المسجد مجتمعون و منهم من يأتي بالقهوة ومنهم من يأتي بالشاي ، و تجد الروح الجميلة بينهم .

وفي أول أيام العيد ، بعد صلاة العيد مباشرة يقدمون أعيادهم في الشارع أو مساحة خاليه تقدم بها تلك الأعياد ..
و كان الجار يسأل عن أحوال جاره ، ويمتنع عن أذيته بالقول أو بالفعل .

الان قد ينزعج الجار من جاره بالفعل قبل القول .

ما الأمر الذي تغير ، هل العيب فينا أم في الزمان !
الحقيقة الزمن لم يتغير إلا للأفضل و سائل النقل أصبحت أسهل و سائل التواصل جعلت البعيد قريبًا ،
قال تعالى {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} يفهم منها الإشارة إلى ما خلق الله وأوجد لعباده في هذه الأزمنة من المراكب في الجو والبر والبحر مما هو معد للركوب وحمل الأثقال والزينة .

{وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} أي لا تعلمون مما علم الله أنه سيحدثه ويوجده بعد هذا الزمان الذي أنزلت فيه هذه الآية ، وهو عصر النبوة من الأشياء التي يركبها الخلق في برهم وبحرهم وفي الجو ، ويستعملونها في الركوب والحمل والزينة .

ويبقى السؤال هل سنستمر على هذا الحال ؟
قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}