تعلمت من “كورونا” …



بقلم : أ. خلود السالمي

بعد أن كُنّا جميعاً ننعم بحياة صاخبة في ذهابنا وإيابنا، وبعد أن كُنّا ننعم بصوت الآذان ومعها انشراح الصدر، ظهر لنا فيروس كورونا الذي أشغل العالم بأكمله .

ولن أتحدث عن آثار هذا الفيروس إقتصادياً، وسياسياً وإجتماعياً، لأنّ العديد والعديد من المنابر الاعلامية تحدّثت عن ذلك، ولن أذكر أيّ جديد حول هذا الأمر .

الذي أودّ أن أذكره، وسيكتبه التاريخ بأننا ولله الحمد في المملكة العربية السعودية وبسبب اهتمام المسؤولين أكملنا المسيرة التعليمية عن بُعد بالمتابعة مع وزارة التعليم، ولم نشعر ولو للحظة بأنّ هذا الفيروس أثّر على حياتنا الاجتماعية، حيث كان هذا الفيروس عاملاً أساسياً في اجتماع العوائل السعودية ، والقيام بأشهى الطبخات، واللعب مع الأبناء بالألعاب المنزلية، وقبل هذا كله الالتزام بآداء الصلوات وكذلك الالتزام بالذكر اليومي، والحديث مع الأهل والأصدقاء عبر وسائل التواصل بعد قرار التباعد الاجتماعي .

تعلّمت من كورونا العديد من الأمور وأهمها أن هناك أذكاراً من قالها بنية صادقة وقاه الله وكفاه من الأمراض، وأن لاشيء في الدنيا تفوق نعمة الصحة والعافية، وأن الإيمان والتوكل على الله ، أساس كل شيء، مهما تطور العلم والطب .

‏تعلمت من كورونا أيضاً أنّ الانعزال عن الناس تهذيب ، وتربية للنفس، وأنّ الإختلاط بالآخرين يُفسدنا.وأجمل درس تعلمته من كورونا أن أجعل بيني وبين من يؤذيني مسافة آمنة .

هذا الأمر أعتقد أنّنا جميعآ شعرنا به،

ولأجل ذلك جلست ذات مرة مع نفسي، وقلت؛
لماذا لا أكتب لنفسي تاريخاً في هذه الفترة،

قررت الحصول على دورات تبقى ذكرى جميلة في حياتي، وهذا ما حدث فعلاً، حينما حصلت أولآ على دورة مكافحة العدوى، والتي استفدت منها الكثير، كما حصلت على شهادة جعلتني سفيرة المناعة في المجتمع الخليجي، وهنا أحسست بأنّ عقلي وفكري بدأ يسير إلى تطوير ذاتي، واسترجعت ذات مرة حديثي مع أحد صديقاتي والتي قالت لي :

لديكي موهبة الكتابة، ولديكي الوقت الكافي لها، والدخول رسمياً للمجال الصحفي .

أخذت الموضوع ابتداءًا بالضحك، وقررت أن أبدأ فعلاً في هذا المجال الذي حمّلني مسؤولية كبيرة جداً تجاه نفسي أولاً وتجاه مجتمعي ثانياً، فكتبت مقالي الأول، وعرضته على أحد الصحفيين الذي تبنّى موهبتي مشكوراً، ومن خلال رأيه المبدئي زادت الثقة في نفسي، وفي قلمي، وإمكانياتي ، وبدأت أكتب مقالاتي، وأنا فخورة بنفسي .

ولأجل ذلك كانت تجربتي مع فترة كورونا تجربة مليئة بالأحداث الجميلة، حيث تعلّمت منها الكثير من الدروس، وحصلت على الدورات، كما كتب التاريخ بأنْ أكون كاتبة تتمنّى أن تُقدّم الإضافة لدينها، ووطنها، ومجتمعها .

وفي النهاية أوجه رسالة للجميع بأنّ داخلنا مواهب، لعلّنا لم نكتشفها، ويجب أن نبحث عنها، ولا ننتظر أن يحضر لنا فيروساً ليُظهر مواهبنا،

لكم أشواقي وتحياتي.