تسمو بنا الحياة ..



بقلم | هبه صالح رزق

‏بالرغم من كثرة الأشخاص الرائعون حولنا والذين تجمعنا بهم لحظات وذكريات جميلة لاتُنسى وبالرغم أن هناك أحداث من أناقتها لا نريدها أن تنتهي إلا أنّنا للأسف الشديد نتعمد في بعض الأوقات أن نوّجه بوصلتنا في الاتجاه الذي يعكّر علينا صفو هذه الحياة فنركّز وقتها على الأحداث التي تؤرقنا ونفكّر في الأشخاص الذين لايستحسن أن يكونوا ضمن بؤرة اهتمامنا ولا حتى في قائمة أولوياتنا لا أعلم هل هو قلة وعي منّا أم هو تفنّن في صناعة النكد الذي اعتادت أفكارنا على استقباله والإحسان في ضيافته حتى راق له الحال في أن يزورنا كثيراً.

كلنا ندرك أنّ الحياة ليست على وتيرة واحدة ولا شئ يدوم على حال والدوام لله الواحد الأحد أحداث الحياة في تقلب مستمر والبشر منهم من يرحل ومنهم من يبقى، من رحلوا تأكدوا أنها لأسباب وأقدار وربما لأنّ مسارهم أصبح لا يتوافق معنا، ومن بقوا معنا ودام ودّهم لهذه اللحظة فالتناغم حاصل بين أرواحنا وأرواحهم.

لذلك لترتاح ضع في قاموسك ليرحل من يرحل وليبقى من يبقى فالحياة مستمرة ولن تتوقف مسيرتك عند أحد لأن أهم مافي كل هذه التفاصيل التي تمر في حياتك هو (أنت) هذا عمرك وهذا وقتك وهذا العمر والأنفاس محسوبة عليك، فالسؤال أين ستسخر تركيزك؟

وأين ستصب جهدك؟
وأين ستستثمر طاقتك؟

أنت الحياة بروحك الطاهرة التي تسعى للخير وتركز عليه عند الغير فكلنا وبكل مافينا من اختلاف خُلقنا طاهرين فلا تجعل من اختلاف البشر معك خلافاً لك وتُدمر من خلاله لحظاتك، جرّب أن تتحدى الأحداث وتتحد مع ذاتك لتحقق غاياتك وتنشر رسالتك.

فهناك مواقف كثيرة ستتكرر عليك فأحسن في ردات فعلك ولا تكن نسخة مكرّرة من كل عام. نحن نسعى للرُقي الفكري و نمضي في تحقيق نجاحاتنا ونكتسب عادات تكون داعمة لنا في مسيرتنا التي يوماً ما تستحق أن تُحكى ويحتذى بها.

لنوقع عقد التزام مع ذواتنا ونلتزم به بأنّ نركز ونوجّه كل مالدينا من مواهب وقدرات وهِبات ربانيّة في الشئ الذي يضيف لنا ثم لغيرنا لنتخيل نجاحاتنا قبل أن نبدأ فيها ولنصنع لنا أثر ذا وقع أنيق على نفوس من حولنا ونجتهد أن نخلف بعدنا إرث لا ينافسنا فيه أحد من نقاوته وروعته التي نبتغي فيها الأجر من الله وحده فلا ننتظر مردوداً من البشر بل عطايانا كلها نريدها من رّب البشر كلنا نؤمن أن أمورنا كلها بيد مدبر الكون فالنتوكل عليه ونبدأ بداية صادقة معه و نسعى دوماً لأن نكون الأفضل عنده ونطلب منه أن يعيينا في كل تفاصيل حياتنا التي تدابيرها بيده وقلوب العباد بين اصبعين من أصابعه والعالم أجمع تحت سيطرة الرّب المهيمن.

فعام جديد وبداية موفقة بنيّة متجدّدة وصادقة مع ذوات طموحة لاترضى بالقليل وتسعد بأي تغيير ترتقي به.

سنتعلم ممّا مضى وكل يوم سنضيف للحياة معنى جديد فالحياة ستسمو بنا.

وكل عام وأنتم أروع .