التحوّل من جيد إلى عظيم ..



بقلم | أبكر سليمان

يأتي كتاب من جيد إلى عظيم ليقدم نموذجاً لتحويل الجيد، العادي، أو حتى المتوسط من المنظمات إلى مستوى عظيم. يتضمن الكتاب نموذجاً مفيدا يجمع كل النظريات معاً بطريقة مجدية وسهلة التذكر عن طريق جمع الناس المنضبطة باستخدام أفكار وأفعال منضبطة تستطيع من خلالها الشركات بناء وكسر العوائق التي تمنع من الوصول إلى العظمة.

القيادة:
قد تفترض بأن قادة المؤسسات الكبرى هم أشخاص يتمتعون بسمعة وشهرة عالية لانهم يملكون مهارات خاصة فقط! مع ذلك أظهرت الدراسات بأن قادة “الجيد إلى العظيم” يتشابهون في عدة خصائص: يقومون بتأسيس خلفاء للنجاح، متواضعون للغاية، لديهم إرادة لا تتزعزع، وطموحهم موجه بشكل مركز نحو مؤسساتهم وليس نحو نجاحهم وسجلهم الشخصي.

“اختار الرفيق قبل الطريق”

(السؤال الأنسب) من؟ ثم ماذا؟

بدلاً من تحديد الرؤية ثم قيادة الفريق نحوها، الشركات التي انتقلت من “جيد إلى عظيم” تركز على إحضار الأشخاص المناسبين إلى الحافلة قبل البدء بالتفكير في قيادتها أساساً.
تذكر أنه من السهل تحفيز الأشخاص المناسبين فهم يحتاجون إلى إدارة أقل!

إذا ركزت على سؤال “من؟” ، فسوف يسهل عليك تغيير الاتجاه لاحقاً نظراً لأن هؤلاء الأشخاص المتواجدين على متن الحافلة يوجد من ينوب عنهم، ولكن لو ركزت على سؤال “ماذا؟” فسوف يركز الأشخاص المتواجدون على اتجاه سير الحافلة وسيصعب عليك تغييره في وقت لاحق.

التوظيف على أساس الشخصية بدلاً من المهارات والتعليم.

لا نقول بأن هذه الأشياء غير مهمة، ولكن إذا لم يمتلك الشخصية المناسبة يصبح من الصعب تعليمه المهارات المطلوبة، فلا يعقل أن تضع مديراً ضعيف الشخصية لإصدار الأوامر ومتابعتها!

ضع أفضل موظفيك في أكبر فرصك! وليس أكبر مشاكلك!
اذا اردت أن تفقد المزيد من الفرص وتقيد ازدهار شركتك فضع أفضل موظفيك تحت الضغط المستمر واستهلك طاقتهم الابداعية وعما قريب سيتحولون إلى موظفين عاديين جداً.

التفكير المنضبط:
لا يمكنك إعطاء الأشخاص آمالاً كاذبة تجنباً لإحباطهم، واجههم بالحقيقة.

عندما يتم قبول الوقائع القاسية، تصبح الحلول في الأغلب واضحة.

قد من خلال الأسئلة وليس الإجابات.
شارك بالحوار وناقش ولا تجبر وحلل دون لوم.

مفهوم القنفذ:
مفهوم القنفذ هو نموذج لتحديد استراتيجية شركتك بأبسط المصطلحات.

“الثعالب تسعى وراء العديد من الغايات في الوقت ذاته، لذلك تقع في مصيدة التشتت بسهولة.

عكس القنافذ التي تبسط العالم المعقد إلى فكرة واحدة منظمة، أو مبدأ، أو مفهوم أساسي واضح اذن فالقنافذ ترى ما هو ضروري وتتجاهل الباقي. لاعلم لماذا اختار المؤلف القنافذ ولكن عموماً افعلوا مثلي سنركز على فحوى الرسالة وليس شكلها الخارجي.

الاختلاف الاستراتيجي الأساسي بين الشركات التي قفزت من “جيد” إلى “عظيم” تتلخص في أمرين:

الأول الشركات التي قفزت من جيد إلى عظيم أسست استراتيجيتها بناء على فهم عميق لثلاثة أبعاد مهمة:

ما هو الشيء الذي تتميز به عن أي منظمة أخرى؟

ليس من المهم أن تبدأ بكونك الأفضل بما تعمل، ولكن يجب عليك معرفة ما يمكنك أن تتميز به.

ما هو الدافع الذي يحركك اقتصادياً؟
ما هو شغفك؟

اعرف هذه الدوائر الثلاث تعرف قدراتك واذا عرفت قدراتك عرفت الوصول.

ثقافة الانضباط:
ثقافة الانضباط تعني اتخاذ الأشخاص المنضبطين إجراءات منضبطة تتوافق مع مفهوم القنفذ (الوضوح والتركيز). هي ثقافة مبنية على فكرة الحرية والمسؤولية.

تجنب البيروقراطية، والهرمية، وبدلاً من ذلك أسس ثقافة الانضباط.

بتعبير أدق:

أسس ثقافة حول فكرة الحرية والمسؤولية في إطار موحد.

املأ هذه الثقافة بأشخاص منضبطين ذاتياً ومستعدين للذهاب إلى أقصى الحدود للوفاء بمسؤولياتهم.

لا تخلط بين ثقافة الانضباط وبين النظام الاستبدادي.

تمسك بصلابة كبيرة مع مفهوم القنفذ، وعلى نفس القدر من الأهمية خلق “قائمة التوقف عن العمل” وبشكل منهجي قم بإلغاء أي شيء يحيد بك عن الهدف الاساسي.

قامت الشركات التي قفزت من “الجيد إلى العظيم” ببناء نظام ثابت مع قيود واضحة، ولكنها أيضاً أعطت الأشخاص الحرية والمسؤولية وفي إطار هذا النظام قاموا بتوظيف أشخاص منضبطين ذاتياً ثم قاموا بإدارة هذا النظام وليس الأشخاص.

التحول من “الجيد إلى العظيم” لا يحدث بين عشية وضحاها، وليس هناك لحظة يمكن تحديدها توضح التحول الدرامي، حيث أن التطور والنمو يتم بناءه ببطء ولكن بثبات ومرونة.