دور الإعلام في تعزيز القيم ..



بقلم أ/ ناصر بن عوض العريفج العنزي

أضحى الإعلام سلطة لايستهان بها في تغيير الشعوب والمجتمعات وتخشاه الدول والمنظمات الرسمية وغير الرسمية بل وحتى الزعامات السياسية والدينية والقبلية.

في عصرنا الحالي أما أن يكون الإعلام معول تطور ورقيّ وأما أن يكون معول هدم وفرقه، فصياغة المحتوى ومايبث عبر وسيلة الاتصال سواء كان تلفازاً أو صحيفةً أو موقع ويب أو تطبيقات السوشال ميديا؛ تعبر عن أهداف من يديرونها.

وفي هذه الأيام هناك سباق محموم بين كل وسائل الإعلام على اختلاف مشاربها وأهدافها لنيل قصب السبق وأحدث التغيير المنشود فماذا عسانا فاعلون أمام هذا التسونامي الإعلامي .

هل لدينا مانواجه به ونحمي قيمنا الدينية والثقافية ومبادءنا وعاداتنا وتقاليدنا هل ماتقوم به الأجهزة الإعلامية يستطيع فعلاً الوقوف بقوة أما هذه الجائحة الإعلامية إن جاز التعبير للأسف اعتقد ان واقعنا الإعلامي أقل من أن يواجه فالقليل منا يتابع مايبث على القنوات الرسمية ناهيك عن ترجع دور الصحافة المطبوعة.

وفي ظل هذ التقهقر الاعلامي يأتي الإعلام الجديد “السؤال ميديا” ليقلب الطاولة ومايبث عبر حسابات لمن يسمون أنفسهم بالمشاهير ويقومون بتسويق سخافات وأفكار لاتتناسب مع مجتمعنا وتسويق لقيم غربية منفتحة .

نحن نحتاج إعادة ترتيب اوراقنا على جميع المستويات الرسمية وغير الرسمية واعادة غربلة لمنابرنا الإعلامية أيا كانت قنوات تلفزيونية أو صحفاً او مواقع الويب وعدم ترك الحبل على الغارب لمشاهير السوشال ميديا يبثون مايريدون بل إلزامهم بعدم بث مايخالف أو يتصادم مع القيم الدينية والاجتماعية وعدم النيل من عاداتنا وتقاليدنا وحقوق المذاهب الأخرى بل التأكيد على أعلى قيم التعايش ونبذ كل مايؤدي للفرقة والاختلاف .

نحن في هذه الدولة الكريمة والمعطاءة نحتاج دعم ثقافتنا الإسلامية المسامحة وهويتنا الكريمة ودعم كل مايثبت قيم اللاحم لأن هذ هو خط الدفاع الأول والسلاح يأتي بعده ومن فوائد تعزيز القيم الإسلامية والاجتماعية النبيلة أنها دروع واسوار للمجتمع و تجعله اكثر تناسكاً ومن ماهو معروف ان القيم والقوانين بينهما علاقة عكسية فكلما ضعفت القيم زادت القوانين والعكس صحيح وعلى سبيل المثال في المجتمعات الغربية تجد الكثير من قضايا الخصومة بين الاب والأبناء وتحفل محاكمه بالكثير من ذلك بينما في مجتمعنا والحمدلله لازالت قيم الإحسان إلى الوالدين موجوده بقوة وان وجدت خصومه فستنتهي غالبا داخل أسوار المنزل او محيط العائلة وهذ فضل من الله ونعمة نسأل الله أن تتعاضم ولاتزول  .

ومن نافلة القول ان القوانين مهما بلغت من قوة في الصياغة القانونية والتطبيق فلن تملأ الفراغ التي تحديثها القيم حال غيابها وقبل ان انهي هذه الكلمات احتاج ان أؤكد مرة أخرى على أهمية الإعلام ودوره في الحفاظ على القيم وحفظ المجتمع وتماسكه.