اللسان هوية الإنسان ..



الكاتب والاعلامي | عادل النايف

بالإمكان أن تتعرف على هوية الإنسان ، وعلى مدى ثقافته و أخلاقه و تعليمه دون أن أتراه ، وهذا من لسانه ، أي من كلامه و حديثه ، وتتعرف على جنسيته أيضًا.

ومن الكلام إظهار نبوغ العقل ، و نضج الفكر ، منها فصاحة الكلام و التواصل مع الآخرين ، و التعبير عن الحاجات ، والعبادات كذلك ، والتعليم عنصر أساسي لذلك .

كيف يتعرف عليك الآخرين ؟
من كلامك .

هل التعامل الحسن له الأثر على الآخرين ؟
نعم و الكلام الحسن و الأسلوب الجميل له الأثر في قلوبهم ، الكلام و التصرف الجميل يأسر قلوب الآخرين .

هل هناك شبه بين الكلام و العملة ؟
نعم .

أليس للمال رصيدًا ، إذًا للغة رصيد ، بمعنى .

للمال رصيد بنكي و للكلمة رصيد لغوي ، والمال يستولي على اهتمام الناس ، كذلك الكلمة المهذبة وذات معنى تستولي على اهتمام الناس .

الكلمة الكبيرة كعملة الكبيرة لا يستفاد منها إلا بعد التجزئة ..
الإسراف في المال مذموم ، أليس كذلك ، و أيضًا الإسراف في الكلامي مذمومٌ أيضًا .

كم عدد كلمات اللغة العربية ؟
عدد كلمات اللغة العربية 12 مليون كلمة تقريبًا ، و اللغة الإنجليزية 600 ألف كلمة تقريبًا .

كم عدد كلمات القرآن الكريم ؟
عدد كلمات القرآن الكريم 77632 ألف كلمة تقريبًا .

عندما تحفظ القرآن الكريم سوف يكون لديك رصيد لغوي ضخم ، و سوف تتعلم الفصاحة و الحكمة و التهذيب ، والقرآن يهذب الفرد ، فكريًا ، و سلوكيًا ، و تربويًا و ثقافيًا و يجيد التحدث باللغة العربية الأم .

و أقصد بحفظ القرآن الكريم ، أن تحفظ المعنى و ليس الكلمة فقط .

هل لدينا ضعف في المحصول اللغوي؟
بكل تأكيد نعم .

ماهو السبب في ضعف صناعة الكلام ؟
الأسباب كثيرة ، منها ضعف تأسيس اللغة العربية في المدارس ، من المفترض أن يكون هناك تدريس مكثف في المدراس للغة العربية ، و يؤدي المعلم المؤتمن رسالته على أكمل وجه دون تقصير و أن يكون قد مر بتلك التهيئة .

ثانيًا : عدم استخدامها بشكل يومي بين بعضنا البعض ، علمًا أنها لغة القرآن الكريم و هي لغتنا الأم.

الأمر الآخر توجه البعض على تعليم اللغات الأخرى ، اللغة الإنجليزية و غيرها ، لا نريد أن يفسر البعض ذلك التفسير الخاطئ على أننا لا نتعلم لغات أخرى ، تعلم اللغات الأخرى بحد ذاته ثقافة و تطوير ذات ، ومهارات ، ولكن يجب عليك أن تكون حافظًا و مهتمًا و مدركًا للغة العربية .

من صناعة الكلام حينما تجمع بين أمرين أو أن يكون للكلمة معنيين أو الاختصار أو فنون التأدب بالرد أو التنفيس على المحزون أو تحسين القبيح و غيرها ، مثال :
يحكى أنه كان هناك ملك من ملوك الهند ، قال لوزيره القائم بالأعمال ، تفضل هذا خاتمي اكتب أو انقش عليه عبارة إذا قراءتها و أن حزين أفرح أو أُسر و إذا قراءتها و أنا مسرور أحزن !

ذهب الوزير و بعد أيام عاد و قد كتب أو نقش على ذلك الخاتم عبارة قال (هذا الوقت سوف يمضي) عبارة و كلمة ذات معنى جميل ، أي إذا كنت بصحة و نعيم و سرور هذا لن يدوم و إذا كنت بصحة غير جيدة أو حزين ، فهذه الحالة أو هذا الأمر لن يدوم .

أيضًا جمع بين الحكمة و قانون حياة ، و هو قانون :
“ألا ديمومة” هذا القانون يعني أن البقاء للتغير دومًا .

و إذا فهمت هذا القانون سوف تدرك هذه الحياة ، و الإدراك أمر جميل جدًا .

إقرأ بإسم ربك الذي خلق .
إقرأ فعل أمر ، و القراءة مصباح العقل ، و توسع دائرة الإدراك لديك ، و لكن يجب عليك أن تفهم ما تقرأ .

الرحمن ، علم القرآن ، خلق الإنسان ، علمه ماذا ؟
علمه (البيان)
سبحانك ربنا ما أعظمك ، سبحانك ربنا ما أعدلك.

رأى أحدهم رجلًا و معهم دواب من بهيمة الأنعام ، فاستوقفه و قال لمن هذه الدواب ؟
فرد الرجل قائلًا (لله في يدي)
البعض يتكلم و يطيل في الكلام و لكن في الواقع هو لم يتكلم ، أي كلام دون فائدة و ليس له معنى ، كالذي تكلم أمام الخليفة و عندما رآه انشغل عنه و لم يلقي له بالًا قال يا أمير المؤمنين هل أكمل أم أمتنع عن الكلام ، فرد قائلًا هل تكلمت .

ليس كل من يتكلم يتكلم ..
أيضًا من صناعة الكلام ، عندما كثرت الشكاوى على الوزير الذي و ضعه ذلك الوالي ، كتب له الوالي .

(كثر شاكوك و قل شاكروك ، فإما اعتدلت و إلا اعتزلت)
كن ممن يُذكر فيشكر ، و اجعل رحلة العلم و المعرفة برفقتك لاتنتهي .