النفاق و المجاملة ..



للإعلامي و الكاتب / أ عادل النايف

جميل حينما نجامل الآخرين و نصنع الإبتسامة والأمل على وجوههم ولكن لاتصل هذه المجاملة لحد النفاق و التطبيل .

لاشك أن الكلمة الطيبة تأتي بالكثير من المحبة و التقدير وتجعل لك مكانة رفيعة .

المجاملة حسب الشخص و حسب الموقف و بحدود.

هل حينما أجامل شخص ما و أقول ماليس فيه من الثناء و المديح أو الصفات التي لايملكها ، أكون مجاملًا أم منافقًا ؟

عندما أقول لشخص ما ، ماليس فيه ، فهذا يعتبر نفاقًا و كذبًا ، وقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :
(أية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) و قد بين الله سبحانه و تعالى صفات المنافقين في القرآن الكريم .

قال تعالى (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) من صفات المنافق أيضًا المكر والخداع والتآمر .

وقلب المنافق من وراء لسانه .

المجاملة : أن تداري و تراعي الناس بلطف الكلام ، و جميل الحديث و عدم التجريح ، وتعبر عنه وأنت صادق فيه ، و تشجيع الآخرين و شحن همهم بجميل الكلام و صادق المشاعر و حب الخير لهم ، و له الأثر الجميل في نفوسهم .

يجب أن تعلم أن لكل مقام مقال .

أحيانًا الحقيقية تصدم الآخرين ، يجب عليك أن تفهم العقل المقابل لك ، فهذا مهم جدًا ، فمنهم من لايملك الثقافة و منهم من هو متوسط الفهم و منهم من لايقبل وجهة النظر .

ومن الذكاء الاجتماعي فهم الشخص الذي أمامك و التجاوز و التجاوب مع المواقف و الآخرين .

الذكاء الاجتماعي :
هو القدرة على التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات تسودها المحبة والالتزام ، حيث يتشكل نتيجة فهم الإنسان لنفسه ، وقدرته على التحكم بعواطفه .

يتعلق الذكاء العاطفي على وجه الخصوص بالتعامل مع مشاعرك الخاصة وإدارتها بكفاءة و ذكاء .

لقد تم طرح نظرية الذكاء الاجتماعي للمرة الأولى على يد عالم النفس الأمريكي إدوارد ثورندايك سنة 1920، وعرف خلالها الذكاء الاجتماعي بأنه “القدرة على فهم وإدارة الرجال والنساء كبارًا وصغارًا للتصرف بحكمة في إطار العلاقات الإنسانية” و الذكاء الاجتماعي ليس فطريًا وإنما هو مكتسبًا ، فلا أحد يولد ذكيًا إجتماعيًا ، بل إنه يكتسب مجموعة من المهارات التي تسهم في تعزيز ذكائه الاجتماعي وتنميته ، وتطوير الذات مهم جدًا لكل فرد .

هل سبق لك أن رأيت شخصًا يستحوذ على إهتمام كل الحاضرين في المكان؟

من يجذب الانتباه في حواره المهذب وتلك المهارات الحوارية المتقدمة و حديثه المتزن ، ويحترم الآخرين ، فهو يتمتع بذكاء إجتماعي جميل جدًا .

تجدهم يشحنون همم الغي بتلك الطاقة الإيجابية و ربما يذكرون أدق و أصغر التفاصيل عن الآخرين ، و هذا مما يجعل المحادثة معهم ذات معنى و قيمة عالية .

من يتحدث كثيرًا و يقاطع الآخرين فهذا لا يمتلك الذكاء الاجتماعي أبدًا .

أنصت أكثر من أن تتكلم ، وهناك فرق كبير بين السماع و الإستماع و الإنصات .

الإستماع هو : أن تستقبل الصوت من طرف آخر بإنتباه حتى يفهم مايقال .

السماع : هو إستقبال الأذن للأصوات دون تركيز ..

الانصات : هو الأرقى و الأجمل أي تنصت للإستفادة و تنصت للأدب حتى ينتهي المتحدث من كلامه .

الإنصات من صفات العظماء .

‏ﻻ تعطي اﻷحداث أكثر مما تستحق ولا تبحث عن قيمتك في أعين الناس ، بل ابحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام ، و يجب عليك أن تتعلم و تفهم تقدير الذات ، ومن تقدير الذات أن يكون لك قدرًا عند نفسك .

و اعلم أن النجاح أو الفعل الذي حققه غيرك ليس صعبًا عليك ، فقط ضعها بالفعل و توكل على الله ، ( قال تعالى ( فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) ثق بالله و أحسن الظن ، وكن واثقًا من نفسك .

ارتقي في حوارك و انتقي مفرداتك ، واجعل لك الأثر الأجمل في حضورك و في غيابك .