خلال رحلة التعلم ..



بقلم هبه صالح رزق

عندما تنوي أن تتعلم وتقرر أن تستفيد من الجميع فإنك ستتأثر من أي نقاش ومن أي نوع كان فالأرواح التي ستلتقي بها في طريقك كثيرة ولكن ليس الكل من يملك القوة في أن يُلهمك بفكرة أو يُحدث لك نقلة بسؤال وجهه إليك.

حينما تُقرر أن تُجيب فعليك أن تتهيأ وتستعد لما ستسمعه لأنك المسؤول عن الإجابة التي ستخرج منك ولكن لست مجبراً على أن تُقنع من أمامك بما تؤمن به من أفكار.

قد تُغير نظرتك للكثير من الأمور إذا كنت تملك القدرة على المرونة وعدم المقاومة وبالتالي ستؤمن بفكرة جديدة وتغيّر وتعدّل في سلوكك وتكتسب بعدها عادة طيبة وأؤكد على (طيبة) لأن ليس كل تغيير في حياتنا هو شافع ونافع لصاحبه وليس كل من شاركنا حواراتنا كان شريك نجاح أو هدف ولكنه قد يكون سبب لك بعد الله لأن تصيب وتصل للهدف وكل ماتريد بيسر وسهوله.

وحتى تتمكن اسمح للخطأ أن يحدث ولا تخجل منه واعترف بضعفك ولاتتباهى بما تملك فنحن لا نملك القوة بل نستمدها من الله القوي.

إن أحداث الحياة التي نواجهها مليئة بالمواقف والتي من خلالها نتعرف على أنماط البشر وشخصياتهم المختلفة والتي يظهر الاختلاف فيها في طريقة استجابتهم للأحداث وقد يعود السبب هنا لمنهج كل منهم ومرجعيتهم الخاصة ومقياسهم الذي يقيسون به الأمور والزاوية التي يفسرون بها مايحدث إليهم فكلاً يملك داخله أسبابه وكلاً لديه معياره ومايحركه وما الذي يدفعه لفعل ما يفعل.

فالأثر الذي يتركه هؤلاء في حياتنا ليس بعادي ولكن هل يتوجب علينا أن نتأثر ونشعر ونحس ونعطي اهتمام بكل مايحدث؟
وهل كل (نقاش) مع من نلتقي معهم يتوجب علينا أن نلتفت له ونأخذه بعين الاعتبار أم نجعله كفقاعة صابون.

وهل كل (موقف) في يومياتنا يتلزم علينا أن نأخذه على محمل الجد؟
وهل كل (

سؤال) يحتاج لإجابه؟

ومن الذي يملك حق الإجابه والاختيار؟

إنّك المسؤول في تحديد الأثر ومدى وقعه عليك لأنك في مرحلة من الوعي ستدرك معنى إعادة صياغة الأحداث وكيف تستقبل كل رسالة بناء على قيمك ومبادئك وكيف تستجيب وتجيب في كل مرة.

إنّها قصة حياتك فاختيارك أن تكون البطل في تفاصيلها وما الذي يتوجب عليك أن تعمله فيها فإذا كنت تسعى للوصول للمجد فهل تتوقع أن هناك نقطة نهاية لتصل إليها.

أعطِ نفسك فرصة ولتنصت لأعماقك وستعي تماماً أن السعي لا يتوقف وكلما كنت مخلصاً لله وتعمل لأجل رضاه في كل ماتريد فإنه يدهشك فوق المتوقع.

فأحسِن وستجني أروع الأثر.