قراءة في الانتخابات التشريعية العراقية



أسفرت الإنتخابات التشريعية المبكرة في العراق عن فوز ساحق للتيار الصدري (الأغلبية) , وهزيمة ساحقة لتحالف الأحزاب الذي يمثل الحشد الشعبي الإرهابي , أما المكون السني (العرب والأكراد) , فالمقاعد التي فاز بها لا تمكنه من لعب أي دور في المرحلة القادمة . الحشد الشعبي وعلى لسان رئيس تحالف الفتح هادي العامري يرفض نتائج الإنتخابات ويصفها بالمفبركة ؟! , والعامري من ضمن (32) ألف من الوزراء وقادة المليشيات الذين يتلقون رواتب من إيران (قناة الحرة) . الإنتخابات التشريعية شهدت عملية تزوير كبيرة من جميع الأحزاب الشيعية المسلحة ؟! , أعلن مركز صوت لشؤون الانتخابات : عن فوز المرشحة المستقلة أنسام مانويل اسكندر عن محافظة دهوك بـ (2397) صوتا رغم وفاتها منذ شهرين (كورونا) !! . في دول العالم الثالث غالبا ما يشارك الأموات في الانتخابات ويكون لهم دور كبير في قلب النتائج . تحالف قوى الدولة الوطنية يقول : وفقا لأرقام مفوضية الإنتخابات فإن الأصوات التي حصل عليها المرشحون أكثر من عدد المصوتين (الأموات) !! , بينما نجد ان هناك عزوف كبيرة من قبل الأحياء عن المشاركة فيها لعدم جدواها ناهيك عن كون النتائج معروفة سلفا وتم طبحها في مراكز أمن الدولة . الانتخابات التشريعية في العراق لا جديد فيها , فالمكون الشيعي هو المهيمن عليها ولا صوت فيها يعلو على صوت السلاح (المليشيات) في ظل غياب تام للدولة المركزية , والمحرك الرئيسي للأحزاب الشيعية سواء كان المنتج (التمويل) أو المخرج (الموجه) هو الولي الفقيه في قم (إيران) . مقتدى الصدر شخصية غير متزنة ويغير مواقفه كما يبدل ملابسه وهو تلميذ المرجع الشيعي الإيراني كاظم الحائري , ومن يعول عليه من أجل التغيير كمن يراهن على حصان خاسر , فالمليشيات التي يقودها سبق وأن خاضت معارك طاحنة مع القوات الأمريكية واتباع وميلشيات السيستاني , وكان سبب هذه المعارك هو الصراع على المراقد والمقامات والخمس (العائد) تحت غطاء مقاومة المحتل ؟!! . الحشد الشعبي الإرهابي وبقية المليشيات صدرت بناء على فتاوى من المراجع الشيعية وعلى رأسهم المرجع الإيراني الأصل السيستاني . أعتقد بأنه على الدول العربية أن تدعم المكون السني وبالذات العربي والذي تم تهميشه عن المشهد السياسي , والذي تمكن ولوحده من إجبار القوات الأمريكية على الإنسحاب من العراق , وأن لا تعول على الأحزاب الشيعية التي تدين بالولاء لإيران , أما المكون السني الكردي فهو يتمتع بالحكم الذاتي ولا توجد للحكومة المركزية أي سلطة عليهم ويسعون نحو الإستقلال (الإنفصال) , ولا يعنيهم الشأن العراقي الداخلي بقدر ما يصب في مصلحتهم الذاتية .