مفتاحي الذهبي لقلوبكم ..



بقلم | جلعود بن دخيّل

سأصارحكم بشيء وقد أتضرر بعده لأنهم لن يصدقوني بعد قراءة المقال ، لكنني رغبت أن أكون قدوة لعل وعسى غيري يسير على نفس النهج أو أفضل مني فتنتشر المفاتيح الذهبيّة من حولنا.

في أكثر اللقاءات أقول؛ ماشاء الله تبارك الله ( اليوم عريس ) وفي الزواجات أقول؛ ( توقعت إنك العريس ).

كلمات أحاول أن ابدأ بها حديثي مع من بيني وبينه علاقة سابقة ثم التقيته ولكنه في حال غير الحال الذي غاب عني به وقد يكون في نفس الحال ولكنني رغبت ان ازرع على وجهه الإبتسامة.

وكذلك استخدام نفس اللفظ مع الزوجه او الوالده أو الأخت أو البنت؛ ماشاء الله اليوم عروس وعلى ذلك نقيس من أي الفاظ للتجمل معهم ولعلي وإياهم ندخل في مضمون ؛ ( أنا لا أكذب ولكنني أتجمل ).

سبحان الله العرب يحبون أي حديث عن الزواج ( العرس ) و يبتهجون به ولو لم يحدث لهم ، ويكثرون التعليقات به وإن كان لايهمهم ، وعندما يتحدث المجلس بكامله عن الزواج فتقول انهم جميعاً ( عراسى وما هم بعراسى ) على نسج ( سكارى وماهم بسكارى ).

إستغل الكلمة المؤثرة لفتح القلوب ثم بالتالي تتفتح لك كافة المشاعر لاستقبال ماترغب في إيصاله وأستغرب من يبدأون حديثهم مع هذه الفئات من البشر دون استخدام المفتاح الذهبي آنف الذكر أو غيره من الكلمات المشجعة والنافعة كيف سيكون استقبال المضمون من قولهم.

البعض شحيح حتى وهو يشاهد الجمال في المظهر أو الصوت الحسن أو البلاغة في الحديث أو الابداع في الالقاء او الأفضليّة في أي شي آخر .

أقول شحيح في المبادرة بالثناء ولطيف القول وبذلك نحرم مجالسنا وأصدقاءنا ومن يحبوننا مشاعرنا وكأننا أمام أجهزتنا الذكيّة وليس أمام مشاعر بشريّة.

الكلمة الطيبة صدقة وتجني منها حسنات كثيرة وعلاقات رائعة وخاصة عندما تتزامن مع إبتسامتك في وجيه الآخرين.

زرت إحدى المراكز من محافظات المملكة ودخلت صيدلية لشراء علاج وتعاملت مع شخص صيدلاني بالمفتاح الذهبي فقال لي؛ يا أخي بالله عليك إنت من وين ؟ فقلت له؛ من الرياض.

فقال لي؛ والله اني عرفت انك من خارج هذه المنطقة .. فزاد من استغرابي كيف عرف ولماذا يقول هذا الكلام قائلاً لي ؛ يا أخي الناس الي هنا صعبين ما يبتسمون ولا يتحدثون مثلك.

وهنا تألمت لهذا الانطباع لديه وماذا يخسرونه من كلمة وابتسامة جميلة.

لا أخفيكم والله إنني أحيانا كثيرة أجيب العيد (مصطلح يستخدم لهول العمل وعظيم التنفيذ).

ازعل واعبس بوجهي والكلمة الطيبة تكون اخر شيء أفكر فيه لكنني عندما اصحصح واراجع حساباتي أندم على هذا الفعل القبيح وأحاول أن أعدل مساري.

إذاً كلنا ذاك الإنسان الذي يخطي أحياناً ويصيب أحياناً. لكن التذكير والنصح بيننا واجب. وليكون من كلامنا وافعالنا عبادة وأسلوب هداية.
﴿ *وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ* ﴾ .