صفقة مع الشيطان ..



بقلم | عادل النايف
إعلامي و مستشار نفسي وأسري

هناك من يعقد صفقة مع الشيطان بل صفقات و تختلف هذه الصفقات من شخص لآخر ..

قرر حكيم ذات يوم أن يكون مشهورًا بالرغم من جهله في أمور الحياة و عدم معرفته و ثقافته ..

بدأ يظهر في وسائل التواصل الإجتماعي و يتحدث في كل أمر ، مدعيًا المعرفة فيه ، ولكن للأسف حيكم لم يفلح ، والسبب لأنه مدعيًا للمعرفة و هو في الحقيقية ليس مثقفًا و لا يملك المعرفة و يتطفل على كثير من الأمور
لم يكن ممارسًا ولا دارسًا في تلك الأمور التي يتحدث بها ..

لا شك العاقل مدرك أن الشهرة ليست صعبة ، بل سهلة ، ولكن لعدم إدارك حكيم لهذا الأمر يظن أنها ليست سهلة ويلهث كي يكون مشهورًا ..

بعدها عقد صفقته الثانية ، بأن يسوق لنفسه كذبًا كما كان يفعل في وسائل التواصل ، وجلس ذات يوم في مجلس ودار حديث في ذلك المجلس عن التجارة و عن التاجر “حسن” ، و طرح أحد المتحدثين فكرة ، كانت على مسمع من حكيم ، أخذ بها حيكم و ذهب لذلك التاجر ، وطرح عليه تلك الفكرة التي نسبها لنفسه ، أعجب التاجر بها ، عقد التاجر “حسن”صفقة مع حكيم و حكيم سبق و أن عقد صفقة مع صاحبه المجهول !؟

حيكم لايملك مالًا و لا فكرة و لا قبولًا و يفتقد المصداقية ، و لكن كانت صفقته مع التاجر أن يقابل التجار الذين لهم علاقة بالتاجر (حسن) و يعقد معهم صفقات بموجب العلاقة الحسنة للتاجر حسن ، و لكن للأسف حكيم لم يلتزم بالعهد و الوعد وهذه من صفاته ، أن يخون العهد و ينقض الوعد ، لم يكن التاجر حسن مغفلًا ، بل عرف حيلة و كذب “حكيم” ، وسيرة حكيم لم تكن حسنه بل سيئة ..

التاجر حسن و كأنه لم يعرف شيئًا ، اتفق مع التجار أن يكملوا لعبة حكيم ، حتى يقع في شر أعماله ، و هذا ماحصل بالفعل ..

طبعًا حكيم كما ذكرت لكم أحبتي من قبل ، غير مدرك و غير مثقف و متفكك أسريًا و غير مقبول إجتماعيًا ، والسبب صفقته التي عقدها مع الشيطان و عدم ثقته بنفسه و عدم معرفته و ثقافته ..

يتسلق و يصعد على أكتاف الآخرين ، باحثًا عن الشهرة بأي طريقة كانت ..

قال تعالى في محكم التنزيل ( قل كُلٌّ يعمل على شاكلته…)
وحكيم يعمل على شاكلته ..

حكيم لم يكن له من إسمه نصيب ، عكس اسمه تمامًا ، جاهلًا ، غير مثقفًا ، كاذبًا ، يتبع المصلحة ولو كانت في إهانته لأنه لايملك تلك الكرامة التي يسعى لها كل عاقل و مدرك ..

يقول عالم النفس دارين ، من صفات الكاذب “الهروب”
بمعنى ، يستخدم الكاذب عادة استراتيجية تعرف بإسم الانحراف اللغوي ، بمعنى أنه يرد على السؤال بسؤال آخر بعيدًا عن الموضوع و مختلف تمامًا ، و إلا يهاجم الشخص الذي أمامه، و هذا ما يحصل أيضًا مع من يدعي العلم و المعرفة و هو في الحقيقي لا يملكهما..

و يمضي دارين في تسليط الضوء على أهمية مراعاة الصوت ، ستلاحظ أن نبرة الصوت تميل إلى الارتفاع وهي علامة منبهة على أنه متوتر من كذبه وعدم ثقافته و معرفته ..

و كذلك يتغير لون (الوجه) عند الكاذب ، أومن يدعي المعرفة كذبًا ..
أيضًا هناك مهارة التواصل البصري ..

قال تعالى ( فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) هكذا حكيم ..

ماهو الهدف الرئيسي من هذه (القصة ) ؟
علينا ألا ننقاد خلف وسائل التواصل الكاذبه التي كانت سببًا رئيسيًا في تشتت الأسر و عد م استقراها ، و كذلك على الإنسان أن يكون صادقًا مع الله عزوجل و بعد ذلك مع نفسه ومن ثم الآخرين ، أيضًا على رب الأسرة أن يكون قريبًا من أسرته و زوجته و أبنائه و أن يكون الهدف الحقيقي الاستثمار في الأبناء و تثقيفهم و الحوار القائم بين الأسرة له دور كبير في تثقيفهم و معرفتهم أكثر ..

وكذلك على الزوجة الحفاظ على زوجها و أولادها و أن تجعل الزوج يرتاح عند عودته للمنزل ..

ليس الرزق في المال فقط ، كذلك الزوجه الصالحه رزق عظيم من الله لايقدر بثمن ..

قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون) قال تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبًا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)..

و الزوجة الصالحة سكن لزوجها و معينه له في كل خير ..
عندما يكون رب الأسرة صالحًا صلح حال المنزل و عندما يصلح حال ذلك المنزل فإن في المنزل زوجة صالحة ..
إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا
فشيمة أهل البيت الرقص …

أتعجب لمن يجعله زوجته أو ابنته تظهر في الشارع في لباس غير محتشم ، هل انعدمت لديه الغيرة و انتزع الدين و مخافة الله من فؤاده !؟
أين الحياء و أين الستر و الرجولة !

علينا أن ندرك تلك المخاطر التي من حولنا ، و ضربنا لكم مثلًا قصة حكيم ..

لو تمعنتم في قصص حكيم ، لأجمع الكل على أن حكيم يعاني من مرض نفسي ، وهذه الحقيقة بالفعل ..

مدعيًا أنه مثقفًا و خبيرًا في كل أمر و يخوض و يتحدث فيما لا يفقه ..
للأسف وسائل التواصل جعلت لحكيم نافذة يتحدث من خلالها و مسوقًا لنفسه كذبًا ، و عدم وجود المحتوى الهادف لديه وكذلك وسائل التواصل كانت الباب الرئيسي ليظهر من خلالها ، و لكن كانت الضربة القاضية لحكيم و سقوط تلك المنصات و الوسائل .. أتعلمون لماذا ؟
لم يعد الناس أغبياء و جهله كما في السابق ، قد يكون هناك الجاهل و لكن برغبته كان جاهلًا و مغفلًا ..

أصبح البعض من الناس يطالبون أهل حكيم و ذويه بأن يوضع في المصحة و البعض الآخر يقول إن تم وضع حيكم في المصحة سوف يظهر لنا حكيمًا آخر ..

ولكن لو كل فرد و كل عاقل مدرك راقب الله سبحانه و تعالى و حافظ على منزله و أسرته ، لم يظهر حكيم و من هم على شاكلته ..

و قبل الختام ، علينا أن نشكر الله على هذه النعم و على الأمن و الأمان و صحة الأبدان ..
وفي الختام لا تعقدوا صفقة مع الشيطان .