في لقاءٍ خاص مع “الراية” نايفة الموسى العمل التطوعي هو رسالتي الخالدة بعد التقاعد
نورة بنت طالب العنزي :
في حوار ملهم يحمل في طيّاته الكثير من التجربة والعطاء، استضافت صحيفة الراية الإلكترونية الأستاذة نايفة الموسى، قائدة تربوية متقاعدة، ورئيسة فريق بريق أمل التطوعي تحت مظلة جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بتبوك، ونائبة فريقي تطلّع الإعلامي والثقافي، وعضو مجلس إدارة جمعية المتقاعدين بتبوك، ومرشدة أسرية ومدربة معتمدة. تميزت بمسيرتها الثرية بين ميادين التربية والعمل التطوعي والإعلام والإرشاد الأسري، لتكون نموذجًا يُحتذى للمرأة السعودية في العطاء المتواصل حتى بعد التقاعد.
بعد مسيرة حافلة في التعليم، كيف تصفين مرحلة التقاعد وما الذي دفعكِ للاتجاه نحو العمل التطوعي والإعلامي؟
التقاعد بالنسبة لي لم يكن نهاية لمسيرتي، بل بداية جديدة لأداء رسالة مختلفة. العمل في الميدان التربوي غرس داخلي حب العطاء، وحين توقفت رسالتي داخل أسوار المدرسة، اتسعت لتشمل المجتمع بأسره من خلال العمل التطوعي والإعلام الهادف. أؤمن أن لدينا مسؤولية لا تتقاعد، وهي مسؤولية التأثير الإيجابي في الناس.
بصفتكِ رئيسة فريق “بريق أمل” التطوعي، ما أهم المبادئ التي تحرصين على غرسها في أعضاء الفريق؟
نحرص على غرس مبدأ “العمل من القلب”، وأن يكون التطوع نابعًا من إحساس داخلي بالمسؤولية تجاه المجتمع. كما نؤمن بأهمية الاستدامة في العطاء، والاحتراف في تقديم المبادرات، والتكامل مع الجهات الرسمية والخيرية لنحقق أثراً فعّالاً ومستداماً.
كيف ترين دور المرأة السعودية اليوم في ظل التحولات الوطنية والمجتمعية؟
المرأة السعودية اليوم تعيش عصر التمكين الحقيقي، بدعم لا محدود من القيادة الرشيدة – حفظها الله – في شتى المجالات. وأرى أن علينا كنساء أن نكون على قدر هذه الثقة، وأن نواصل العطاء بما يعكس هويتنا ويعزز صورة وطننا في الداخل والخارج.
كونك مرشدة أسرية ومدربة، ما أكثر القضايا التي ترين الحاجة الملحّة لمعالجتها اليوم داخل الأسر؟
من أبرز التحديات التي نواجهها اليوم ضعف الحوار داخل الأسرة، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا بديلاً عن التواصل الإنساني. هناك حاجة ماسة لإعادة بناء جسور الثقة بين الأفراد، وتعزيز مهارات الإنصات والتفاهم كأساس لاستقرار الأسرة.
كيف توفقين بين مهامكِ التطوعية والإعلامية والاجتماعية؟
بالتخطيط الذكي وتحديد الأولويات. أنا مؤمنة أن الشغف إذا توافر، فإن الوقت يُخلق، والطاقة تتجدد. كل مجال أعمل فيه هو امتداد للآخر، فالتطوع يعزز رسالتي الإعلامية، والإعلام يدعم صوتي الإرشادي، وهكذا أجد توازني.
ما رسالتكِ للجيل القادم من الفتيات السعوديات؟
كوني أنتِ… طموحكِ لا سقف له، ورسالتكِ لا تقف عند وظيفة أو شهادة. ابحثي عن بصمتكِ، وكوني عنصر بناء في وطنكِ، ولا تسمحي لأي شيء أن يقلل من شأن قدراتكِ أو رؤيتكِ.
في الختام، ماذا تقولين لـ “صحيفة الراية”؟
أشكركم جزيل الشكر على هذه المنصة الواعية والفاعلة في الحراك الإعلامي والمجتمعي. “الراية” ليست مجرد صحيفة، بل صوت حقيقي للمجتمع، ونافذة مشرقة لكل مَن يسعى لخدمة هذا الوطن العظيم .