بِـــلا كــفــن



حينما تهون عليك سنين العمر ، وتنسى أجمل أيام حياتك، فأعلم أنك بالغت في مشاعرك وتضحياتك ووقتك تجاه شيءٍ معين، وأعني بذلك تكريس طاقتك وجهدك إما لجمع مالٍ أو لعمل أو لحبٍ أو أيِّ شيء كنت على أتم الاقتناع به في وقته ، وسرعان ما تمضي السنين وتتضح الحقائق والقيمة الحقيقية لذلك السراب أو ذلك الهدف الذي تم تحقيقه أو امتلاكه، وليس هنالك من ألم يهلك الروح أكثر من خيبة الأمل في أمنية طال انتظارها، كم من هدف بُلغ بعد زوال صحة، كم من مستقبلٍ صار ماضٍ، وكم من مصدر سعادة اصبح عبأً لا يطاق، وكم من جرح آلم ولكنه أصبح مصدر قوة، وكم من سقوط ظهر بعده الإبداع ،السقوط ليس عيباً ولكن العيب هو الاستمرار في الحضيض، والأدهى والأمرّ من تعود ارتياد الحضيض وقصُر نظره عليه، فياله من سفيه،من لا يدرك ماله وما عليه، ولا يملك بعد نظرٍ للقادم ومايليه.

وهنا أقول توكل على الله وأقدم ، وأجعل رضى الله نصب عينيك أولاً ولا تستسلم، وبعدها سترى النور بعينك، قم بما تريد ، فلن يقوم به أحد غيرك، ولن يرى طموحك سوى قلبك وروحك إن لم تظهره للعلن، واعزف على أفراحك أجمل لحن، وأجعل حاسدك يموت بلا كفن.