صفحة سوداء في تاريخ البشرية ..



بقلم | د. معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها 

جامعة عالية، كولكاتا – الهند

من الماضي إلى الحاضر، ومن الشرق إلى الغرب مع اختلاف الأسم ، لم يشهد التاريخ كما يشهده اليوم في قطاع غزة من الظلم والإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية.

إن هجمات الجيش الاحتلال الإسرائيلي  المتكررة، وغير القانونية على ما يبدو، على المرافق، والطواقم، ووسائل النقل الطبية تمعن في تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة ويجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب وإن ما حصل في غزة من قتل الأطفال وتهجير الفلسطيني هو ضرب في العمق لكل المجهودات المتراكمة في مجال النضال من أجل حقوق الإنسان والطفولة والنساء.

الظلم مؤذن بخراب العمران، وإذا كان لنا أن نشخص هذا الوضع الذي أمامنا في غزة، فإنه هو تعبير بأن العالم يقوم بسياساته وخطاباته المتناقضة وسلوكه غير الوعي وغير الموضوعي وغير العادل بعلمية تجريف كبير للإنسانية على أصداء عمليات التجريف البشري الذي يحدث في غزة.

تجريف الإنسان هي عملية تجريد الإنسان من روحه وتحويله إلى إنسان أدائ لا يمتلك مشاعر إنسانية فياضة، ولا قدرة على التعمق في معنى الحياة، في مثل هذا السياق، يصبح هناك من معنى للحديث عن الإنسان والإنسانية، ويعني ذلك في التحليل الأخير أن مسار التاريخ لا يزيد من شأن الإنسان وتعميق روح الإنسانية.

قد يكون الاختلاف حول كل هذه الخطابات والممارسات التي تدافع عن الإنسان من زوايا مختلفة, ولكن لن يكون هناك اختلاف حول العمليات العسكرية الغاشمة اللتي تحدث في غزة لتبيد الإنسان والتي تتخذ أبشع صورها فيما يحدث في مجتمع غزة الفلسطيني.

إن تجريف المجتمع الذي تقوم به الاحتلال الإسرائيلي ما هو إلا جزء من عملية كبرى لتجريف الروح الإنساني والأخلاق الإنسانية وإن قتل الأطفال في قطاع غزة بهذه البشاعة ما هو إلا قتل الإنسانية جمعاء وكتابة صفحة سوداء جديدة في تاريخ البشرية.