مَاهِيَّةُ المسجد الحرام الدينيَّة !!



عبدالمحسن محمد الحارثي

الكعبة المشرفة هي قبلة المسلمين في صلواتهم، وحولها يطوفون أثناء أداء فريضة الحج ، كما أنها أول بيت يوضع في الأرض وفق المُعتقد الإسلامي، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة ، فالمسجد الحرام مرتبط بشعيرتي الحج والعُمرة وقد ذُكر الحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام لمن اِستطاع إليه سبيلاً .

‎والمسجد الحرام هو أول المساجد الثلاثة التي تَشُدّ إليها الرحال. فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :  لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)،
والمسجد الأقصى .

من أهم ما يُميِّز المسجد الحرام أنه قِبلة المسلمين وتوحيدهم ، وأوَّل بيت وُضِعَ للناس ، تُشد إليه الرحال ، ويُضاعف فيه أجر الصلاة بمئة ألف صلاة ، كما يضم عدداً من الآثار الدينيَّة ، كمقام إبراهيم والحجر الأسود وبئر زمزم .

أمام كُل هذه المزايا والخصال تظهر ماهيَّة البيت العتيق ” الكعبة المُشرَّفة” .

وعلى مرَّ الأزمان والعصور اِتسعت رقعته وزاد عدد زُوَّاره ، ووصلت في العهد السعودي إلى أرقى درجات العناية والرعاية ولسنا بصدد التوسُّع في هذا الباب .

في أزمة كورونا تكشَّفت الكثير من الإيجابيات ، فالأزمات تقود الفكر إلى التفكير خارج الصندوق وإيجاد الحلول الناجعة والناجحة ، ولأنَّ المقصد الأساسي من المسجد الحرام هو ؛ وجوب الزيارة لمن اِستطاع إليه سبيلاً من حجٍ أو عُمرة ويكفي وجوباً مرَّةً واحدة في العُمر .

نحنُ أمام سيلٍ من البشر من الخارج والداخل يفوق الوصف والتحليل ، خاصَّةً عندما تمَّ فتح الزيارة للسياحة الدينية والسياحة الترفيهيَّة ؛ فكان لزاماً أنْ يكون هناك آلية جديدة لاستقبال هذا الكم الهائل من المسلمين طوال العام وبالأخص في الأشهر الحُرُم .

لذلك .. ما أراهُ وجيهاً أنْ يكون المسجد الحرام مقصداً للزائر والمُعتمر والحاج من الداخل والخارج ، بمعنى أنَّ الصلاة فيه والعبادة ليست مُشاعة للجميع وإنَّما لمن جاءوا من أقصى بلاد العالم الذين تكبدوا العناء الجسدي والكلفة المادية وهُم أولى من غيرهم بتأدية مناسكهم في أجواء روحانيَّة بعيدة عن التزاحم والتدافع وكل سلبيات الاكتظاظ البشري .

مكة وحدود الحرم الصلاة فيها بمئة ألف صلاة ، فلا داعي لفتح العموم وإنما تكون للخصوص وفق برنامج زمني بأعداد رقميَّة مُعتدلة طوال العام الهجري ، وأنْ تكون الصلاة في المسجد الحرام للخصوص فقط من الداخل والخارج رأفةً بالمسلمين ورغبةً في عدم تكرار الشعائر الدينية في الصلوات اليومية والزيارات الشهرية والحج السنوي والعُمرة الرمضانية التي لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهُ اِعتمر في شهر رمضان ، وإنما كانت عُمرته في ذي القعدة وتكررت في نفس الشهر .

إنَّ المجهود اللوجستي الذي تبذله الدولة -رعاها الله -يفوق الوصف بشرياً ومادياً ، ونحن مقدمون على تحوُّل جذري في كل مناحي الحياة ، وعلينا أنْ نرسم الطريق الصحيح لكل فعاليات المواسم الدينية ،السياحية ، الترفيهية ، الثقافية ، والرياضية .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


مواضيع ذات صلة بـ مَاهِيَّةُ المسجد الحرام الدينيَّة !!

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الراية الإلكترونية © 2018 - 2025

تصميم شركة الفنون لتقنية المعلومات