ظاهرةُ القتل عَمْدَاً !!
عبدالمحسن محمد الحارثي
ربط الحقُّ سبحانة وتعالى بين القصاص والحياة ، حينما قال :[ ولكم في القصاص حياة …] إنه الرَّبط بين السبب والنتيجة ، فالقصاص سببٌ للحياة ، لأنَّ سافك الدم إذا أقيد منه ؛ ارتدعَ من كان يَهِمُ بالقتل فلم يُقتل ، فكان القصاص سبباً للحياة .
شرع اللهُ تعالى القصاص رحمةً بالناس ، وحِفظاً لدمائهِم ، وردعاً للعدوان وجزره ، وإذاقة الجاني ما أذاقه لغيره ، وفيه حياة للناس.
يقول الشاعر :
إذا تساهلَ شعبٌ ….. مشى إليه الشتات.
للناسِ في العفوِ موتٌ … وفي القصاص حياة .
يُقال في المثل :
اِجلد السرج ؛ لكي تحمل الحِمار على التفكير.
من الضرورة بمكان أنْ يكون لجودة الحياة وأمن الإنسان في مملكتنا الحبيبة دورٌ في تقليص حالات القتل عمداً ، من خلال تطبيق شرع الله “النفس بالنفس ” نصَّاً وبترويح مُنخفض ، قال تعالى :[ وكتبنا عليهم فيها أنَّ النفس بالنفس …].
إنَّ إقامة الحدود الشرعية – وأهمها القصاص- تحفظ الدماء ، ولا يكون حفظ الدم إلَّا بالدَّم.
إنَّ قتل النفس التي حرَّم الله عمداً ؛ عدواناً يُعدُّ من أكبر الكبائر ، قال تعالى :[ ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤهُ جهنّم خالداً فيها ، وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيما] ويقول عليه السلام : ( أوَّل ما يُقضى بين الناس يوم القيامة ؛ في الدماء).
لا يحد من جريمة القتل عمداً ولا يحجب نزيف الدم إلَّا إقامة شرع الله وتطبيق ما يضمن من تقليص هذه الظاهرة بتدخُّل الدولة رعاها الله في سن قوانين العفو ، تمنع المُتاجرة بالدماء ، وتُحاسب سماسرة العفو ، فمن توسوس له نفسه أنَّ جاهيَّة جماعته وغيرهم سوف تقف معه ؛ يفكِّر ألف مرَّة قبل الوقوع في المحظور بأنَّ القتل مصيره بنسبة 99٪ وهذا الواحد من المئة ؛ يبقى ترويحاً لمن تنطبق عليه شروط العفو .
في ذلك أرى إيقاف فتح حساب الديات في الرِّقاب عبر مواقع الأمارات الإدارية الثلاثة عشر ، وهذا سيمنع المتاجرة بالدماء والسمسرة من باب الإصلاح لمن ليس لهم ذمم ، وأنْ تتولَّى منصَّة ” إحسان ” بفتح أيقونة لسداد ديَّة المقتول في حالة العفو ، وتُقدَّر بقيمة 100 من الإبل ، وبذلك يكون مجتمعنا آمن بحول الله ، والله الهادي إلى سواء السبيل .